دعت الأممالمتحدة الحكومة العراقية اليوم (الجمعة) إلى التدخل لوقف «التهجير الوشيك» لكثيرين يشتبه بارتباطهم بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة الموصل. وقال الناطق باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل إن مئات الأسر تلقت خطابات تهديد تحدد مهلة للمغادرة بموجب اتفاقات عشائرية، وهو ما وصفه بأنه يصل إلى حد «أعمال الانتقام». وأضاف في تصريحات إلى الصحافيين في جنيف: «ندعو الحكومة العراقية إلى التحرك لوقف مثل هذا التهجير الوشيك أو أي نوع من العقاب الجماعي وتعزيز النظام القضائي الرسمي لتقديم الجناة للعدالة». وكانت القوات الحكومية العراقية هاجمت المعقل المتبقي لتنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة القديمة في الموصل اليوم، بعد يوم من الإعلان الرسمي لنهاية «دولة الخلافة» التي أعلنها المتشددون والسيطرة على المسجد التاريخي الذي اعتبر رمزاً لنفوذ التنظيم. وفر عشرات المدنيين في اتجاه القوات العراقية ومعظمهم من النساء والأطفال وأصابت نيران المتشددين بعضهم بينما عانوا من العطش والتعب. وقال قادة «جهاز مكافحة الإرهاب» في المدينة إن المعارك المقبلة ستكون صعبة لأن معظم المتشددين أجانب ويتوقع أن يحاربوا حتى الموت. وهم يختبئون بين المدنيين ويستخدمونهم دروعاً بشرية. وقال اللواء معن السعدي من «جهاز مكافحة الإرهاب» إن السيطرة على معقل المتشددين المطل على نهر دجلة ويدافع عنه حوالى 200 مقاتل سيستغرق ما بين أربعة وخمسة أيام من القتال. وأضاف أن الزحف مستمر حتى منطقة الميدان وقال إن «السيطرة عليها يوصلنا إلى نهر دجلة وبذلك نكون قسمنا المدينة القديمة إلى قسمين، الجزء الجنوبي والجزء الشمالي وأحكمنا السيطرة على نهر دجلة». وقال بعض من استطاعوا الهرب إن الموقع الذي يسيطر عليه المتشددون عرضه مئات عدة من الأمتار وإن عشرات الآلاف من المدنيين محاصرون هناك في ظروف سيئة فلا يتوافر لهم إلا القليل من الطعام والماء والدواء ولا يمكنهم الحصول على الخدمات الصحية. وتدفق من فروا اليوم عبر الأزقة قرب جامع النوري الكبير الذي فجره مقاتلو التنظيم قبل أسبوع. وتصاعدت سحب الدخان فوق المناطق المطلة على النهر وسط دوي المدفعية والرصاص. وقال السعدي إن قوات غربية من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة تساعد في تنسيق استخدام نيران المدفعية مع المراقبة الجوية. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس نهاية «دولة الخلافة» التي أعلنها تنظيم «الدولة الإسلامية» ووصفها بأنها «دويلة الباطل». * حرب ضارية تحقق انتصار القوات العراقية الرمزي بعد حرب ضارية استمرت لأكثر من ثمانية أشهر وتقول منظمات إغاثة إنها أدت إلى نزوح 900 ألف شخص. ويقدم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة دعماً جوياً وبرياً للحملة التي تشارك فيها أيضاً وحدات من الجيش والشرطة الاتحادية تهاجم المدينة من جهات مختلفة. وسيمثل سقوط الموصل نهاية النصف الواقع في العراق ما تسمى «دولة الخلافة»، وإن كان التنظيم لا يزال مسيطراً على أراض إلى الغرب والجنوب من المدينة ويعيش تحت حكمه مئات الآلاف. ومدينة الرقة معقله في سورية محاصرة أيضاً. وكانت الخطبة التي ألقاها البغدادي من جامع النوري الكبير في 4 تموز (يوليو) 2014 المرة الأولى والأخيرة التي يكشف فيها عن نفسه للعالم. وقالت مصادر عسكرية أميركية وعراقية إنه ترك القتال في الموصل لقادة محليين ويعتقد أنه مختبئ في المنطقة الحدودية بين العراق وسورية. وذكرت مصادر في الاستخبارات الأميركية الأسبوع الماضي أن التنظيم نقل ما تبقى من هياكل القيادة والسيطرة إلى منطقة الميادين في شرق سورية من دون الإشارة إلى ما إذا كان البغدادي يختبئ أيضاً في المنطقة ذاتها. وأفادت تقارير متكررة بمقتل أو إصابة زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية». وقالت روسيا في 17 حزيران (يونيو) إنها ربما تكون قتلته في ضربة جوية في سورية. لكن واشنطن تقول إن ليست لديها معلومات تؤيد هذه الأنباء، وعبر مسؤولون عراقيون عن تشكيكهم في الأمر.