أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن واشنطن لا تؤيد الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، وطالب الجميع بالتركيز على المعارك ضد «داعش». وأفاد المكتب الإعلامي للعبادي بأنه «تلقى اتصالاً هاتفياً من تيلرسون الذي أكد له أن واشنطن تطالب الأكراد بضرورة تركيز الجهود للتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد، لمواجهة تحديات الاستقرار والإعمار بعد إكمال المعارك ضد داعش». ونقل البيان عن العبادي قوله إنه شدد على ضرورة «الاستفادة من التجربة الناجحة للتعاون بين الجيش وقوات البيشمركة الكردية في معارك تحرير الموصل، وتوحيد المواقف وحشد الجهود الدولية المساندة للحكومة». وتابع البيان أن الجانبين «استعرضا نتائج زيارة العبادي الأخيرة للسعودية والكويت وإيران، وأوضح العبادي الرؤية العراقية لإبعاد المنطقة عن شبح النزاعات والحروب»، وأضاف أن «تيلرسون شدد على أهمية دور العراق في استقرار المنطقة والتعاون بين دولها». من جهة أخرى، دعا النائب عرفات كرم، وهو رئيس كتلة الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في البرلمان الاتحادي في تغريدات على صفحته في «تويتر» حكومة الإقليم إلى «إغلاق القنوات الإعلامية التي تعادي الاستفتاء بأسرع وقت ممكن لعدم وجود حالة مشابهة في أي بقعة من العالم»، وأعلن معارضته «إغلاق قناة الجزيرة القطرية، لأنها القناة العربية الوحيدة التي تهتم بهموم الشعوب». وتابع «في حال رأوا (المعترضون على الاستفتاء) الظروف غير مواتية لإجرائه في إقليم كردستان فإعلان دولة أفضل حتى لا نفوت هذه الفرصة الذهبية التاريخية التي لن تتكرر أبداً». وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني والأحزاب الكردية، عدا حركة «التغيير» و «الجماعة الإسلامية» الكردية حددوا 25 من أيلول (سبتمبر) المقبل موعداً لإجراء استفتاء على الانفصال عن العراق، وأكدت الحكومة الاتحادية رفضها واعتبرت الاستفتاء مسألة غير قانونية. وقال بارزاني، في مقالة نشرها في صحيفة «واشنطن بوست» إن «كردستان ستكون جارة جيدة لبغداد وستتعاون معها ضد الإرهاب وتتقاسم الموارد ومنها المياه والنفط بالطريقة التي تعود بالنفع على البلدين»، واعتبر «استقلال كردستان عاملاً لاستقرار المنطقة»، مؤكداً أن «الأكراد سيواصلون تعاونهم الوثيق مع بغداد ومواجهة الإرهاب وتقاسم الموارد بصرف النظر عن نتائج الاستفتاء»، مشيراً إلى أن الأكراد «لديهم قناعة بأن بغداد لن تفي وعودها على الإطلاق، ما أسفر عن فشل في النظام السياسي الذي سبب توتراً بين السنة والشيعة وأدى إلى ظهور داعش وما تبع ذلك من تداعيات ألقت بظلالها على الكرد أنفسهم».