هدد النواب الأكراد في البرلمان العراقي بتصعيد مواقفهم السياسية ضد حكومة حيدر العبادي حال مواصلته استهداف التواجد الكردي في العاصمة بغداد، بعد أن قرر إبعاد قوات البشمركة عن حراسة مبنى البرلمان، وهو القرار الذي ما لبث أن تراجع عنه خشية التصعيد الكردي، في الأثناء غادر رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري العاصمة الأردنية عمان أمس، متوجها إلى السليمانية للاجتماع بنواب الكتلة الكردية لثنيهم عن قرارهم بمقاطعة جلسات المجلس. وفي تفاصيل الأزمة الجديدة بين العبادي والكتلة البرلمانية الكردية ورئيس الوزراء قال نائب رئيس مجلس النواب آرام الشيخ محمد ل «عكاظ» إنه أجرى اتصالاً هاتفيا بوزير الدفاع خالد العبيدي وأبلغه بأنه بأي شكل من الأشكال لن ندع قرار العبادي بإبعاد حراسة المجلس ينفذ، مبيناً أن هذا الأمر من صلاحيات مجلس النواب هو من يبت فيه، وليس رئيس الوزراء. وقال نائب رئيس مجلس النواب إن العبيدي نقل فحوى مكالمته إلى العبادي، الذي تراجع على الفور عن قراره وأوقف عملية نقل حماية المجلس. وعلمت «عكاظ» من مصادر مقربة من رئاسة الوزراء أن العبادي قد اتخذ سلسلة قرارات سرية تستهدف إنهاء الوجود السياسي للأكراد في مؤسسات الدولة في أعقاب تصريحات رئيس مجلس الأمن في إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، والتي قال فيها ان إقليم كوردستان جرب جميع السبل مع الحكومة الاتحادية في بغداد إلا أنه من دون أية نتيجة، مؤكداً أن الإقليم يريد الاستقلال عن المركز ولكن بشكل سلمي بلا عنف واقتتال. وقال بارزاني في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس الأول إنه من الآن وصاعدا نحن لسنا مواطنين عراقيين، ولا توجد أية روابط ثقة بيننا وبين بغداد، مبينا أن الحل الوحيد لما يجري هو الانفصال بالنسبة لنا، لافتا إلى أن التعايش الإجباري في العراق بلا فائدة، كونه بلدا قد فشل في كل شيء، مؤكدا أن إقليم كوردستان ماض في إجراء استفتاء لتقرير المصير.