باتت المناطق تحت سيطرة تنظيم «داعش» في الموصل القديمة محاصرة من ثلاث جهات، في وقت جددت الولاياتالمتحدة تعهدها لرئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي عدم دعمها الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان. وفيما تخوض القوات العراقية معركة المربع الأخير ضد «داعش» في ساحة الجانب الغربي من المدينة القديمة في الموصل، قالت مصادر أمنية إن القوات العراقية توقفت عن التقدم باتجاه مسجد النوري الذي تحوّل الى أطلال عقب تفجيره قبل يومين، مضيفة أن القرار جاء للحصول على تعزيزات عسكرية لقوات «الرد السريع» التي تخوض معارك شرسة ضد التنظيم في المحور الجنوبي للمدينة القديمة. وأوضحت خلية الإعلام الحربي في بيان أن «قيادة قوات الشرطة الاتحادية تستمر بخوض معارك في المحور الجنوبي والتقدم نحو أهدافها المرسومة في المدينة القديمة، وهي آخر المناطق التي ما زالت تحت سيطرة العناصر الإرهابية». وأضاف أن «المنطقة ما زالت محاصرة من قطعاتنا والتقدم عليها بثلاثة محاور هي فق3 ش ا، وفق5 ش أ، وفق6 ش أ، وحققت تقدماً في عمق المدينة القديمة وتلاحق العناصر الإرهابية»، مضيفاً أن «صفوف العدو انهارت نتيجة الضربات الموجعة» المتتالية لمعاقله. وذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت أن «داعش خسر ما نسبته 60 في المئة من قدراته الدفاعية». وكان الجزء الشرقي من الموصل تعرض الى هجمات انتحارية مساء أول من أمس، أدت الى مقتل وإصابة نحو 27 شخصاً، بينهم عناصر من القوات الأمنية. وقال بيان أمني إن «إرهابييْن اثنين يرتديان أحزمة ناسفة ويحملان بنادق ورمانات يدوية، حاولا التسلل الى سوق المثنى في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، فقُتل أحدهما فيما تمكن الثاني من التسلل الى سوق شعبية حيث قام أحد عناصر شرطة النجدة باحتضانه لمنعه من تفجير نفسه قرب المواطنين»، مستدركاً بالقول إن «الانتحاري فجّر نفسه، ما أدى الى مقتل (العريف عزيز عثمان محمد ابراهيم) المنسوب الى مديرية الدوريات والنجدة الذي احتضنه وإصابة شرطي آخر». وفتحت قوات عراقية طرقاً لخروج مئات المدنيين لتمكينهم من الفرار من الحي التاريخي في الموصل من أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يقاومون في مواجهة أخيرة دفاعاً عن معقلهم الرئيسي الأخير في العراق. وأعربت الأممالمتحدة أمس عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى المدنيين في المدينة القديمة، وقالت إن ما يصل إلى 12 مدنياً قتلوا فيما أصيب المئات الجمعة. في غضون ذلك، أفاد بيان صادر عن مكتب العبادي أمس، بأن الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لتهنئته ب «النجاحات المتحققة في معركة تحرير الموصل والنجاح السياسي والديبلوماسي بالانفتاح الإقليمي على العراق»، كما «جدد موقف الولاياتالمتحدة عدم تأييد الاستفتاء المزمع إجراؤه في كردستان في أيلول (سبتمبر) المقبل، وضرورة تركيز الجهود للتعاون مع الحكومة المركزية لمواجهة تحديات الاستقرار والإعمار بعد إكمال معارك التحرير». ووفق مصادر كردية، فإن وساطات أطلقها رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال الأيام الماضية، لم تنجح في تحقيق إجماع القوى السياسية الكردية على شروط إجراء الاستفتاء، إذ ما زالت حركة «التغيير» وعدد من القوى والشخصيات، وبعضها داخل حزب «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني، تربط بين الاستفتاء وإعادة العمل بالبرلمان الكردي المعطل منذ نحو عامين. ويقول مراقبون إن بارزاني أبلغ قيادات سياسية كردية أن إجراء الاستفتاء في هذه المرحلة، وفي ظل لحظة إنهاء وجود «داعش» في العراق، هو التوقيت الأمثل، فيما اتهم مقربون منه القيادات الكردية الممانعة ب «الخيانة».