استمرت المواجهات في محافظة القنيطرة لليوم الثالث على التوالي، بين فصائل المعارضة السورية والقوات النظامية والميليشيات الرديفة لها، وسط أنباء عن خسائر فادحة للقوات النظامية. وأعلن «جيش الفرقان» التابع ل «الجيش السوري الحر» أمس مقتل حوالى 11 عنصراً للقوات النظامية، بمكمن في بلدة الصمدانية الشرقية بريف القنيطرة. ووفق «جيش الفرقان»، فإن المكمن جاء أثناء صد هجوم القوات النظامية والميلشيات التابعة لها على الصمدانية الشرقية، موضحاً أن معظم القتلى من «اللواء 90» و «الفرقة السابعة». ونشرت غرفة عمليات «جيش محمد» التي أطلقت معركة «ما لنا غيرك يا الله» أمس تسجيلاً مصوراً يوضح مشاهد من محاولات اقتحام الخطوط الأولى لمدينة البعث في القنيطرة. واحتوى التسجيل على صور جثث قتلى، قالت غرفة العمليات إنها تعود للقوات النظامية وميليشيات إيرانية تقاتل إلى جانبه. ورصد موقع «عنب بلدي» مقتل 22 شخصاً من القوات النظامية وعناصر الأمن العسكري في معارك القنيطرة، منذ انطلاق المعركة في 24 حزيران (يونيو) الجاري، بينهم ضابطان برتبة عقيد ونقيب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن قوات النظام أطلقت صواريخ أرض- أرض على مناطق في بلدة الحميدية بالقطاع الأوسط في ريف القنيطرة، ما تسبب بأضرار مادية. وكانت الفصائل المشاركة في غرفة «جيش محمد»، وأبرزها «هيئة تحرير الشام»، تمكنت الأحد الماضي من إحراز تقدم طفيف داخل مدينة البعث، وهي مركز محافظة القنيطرة، واستمرت الاشتباكات منذ ذلك الوقت. في موازاة ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي معبر القنيطرة بين الأراضي السورية والجزء الذي تحتله من هضبة الجولان منطقة «عسكرية مغلقة». وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه تم إغلاق المنطقة حول القنيطرة «لأسباب أمنية». وأشار في بيان مكتوب نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن القرار «يأتي لاستمرار الصراع الداخلي في الجانب السوري من الحدود، ومن أجل حماية أمن المواطنين». ويأتي القرار على خلفية مواجهات مندلعة في القنيطرة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة منذ 24 حزيران الجاري، حاولت من خلالها فصائل المعارضة إحراز تقدم في مدينة «البعث»، وهي مركز المحافظة. وتزامنت المعارك مع إعلان إسرائيل سقوط قذائف صاروخية مرتين على مرتفعات الجولان، وأصابت رصاصات سلاح رشاش مقر قيادة قوات أممية في المنطقة. وردّ الجيش الإسرائيلي غارات مرتين على مواقع القوات النظامية منذ ذلك الوقت، رداً على ما قال إنه «انزلاق النار نتيجة الصراع الداخلي في سورية».