قالت صحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية إن الدولة العبرية تبذل جهودها لتجنيد كتلة مانعة، قبيل اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة ل «منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) بعد أيام، لمناقشة اقتراح يعتبر الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة موقع تراث عالمي. ومن المتوقع أن يصوت على الاقتراح، الذي قدم من الدول العربية، ممثلو 21 دولة الأعضاء في اللجنة، في كراكوف في بولندا، فيما تبذل إسرائيل جهوداً كبيرة لتجنيد كتلة مانعة تمنع تصويت الغالبية المطلوبة لتسجيل الموقع. كما قُدم اقتراح، في اللحظة الأخيرة، لا تكون إسرائيل بموجبه صاحبة السيادة على القدس، وهو اقتراح يتطلب غالبية عادية، خلافاً للتصويت على مواقع التراث العالمي التي تتطلب ثلثي الدول الأعضاء. وتنظر إسرائيل بعين القلق إلى اعتبار الحرم الإبراهيمي «موقعاً فلسطينياً إسلامياً» في الوعي الدولي، تحسباً لأبعاد ذلك على السيادة والحقوق التاريخية التي يطالب بها الشعب الفلسطيني. كما أن الإعلان عن الحرم الإبراهيمي كموقع تراث عالمي يفرض قيوداً على البناء الاستيطاني في المنطقة، وأخرى على الحفاظ على الموقع وتطويره، وكذلك على منطقة معينة في محيط الحرم. وفي هذه الحالة، فإن أي أعمال إسرائيلية في المكان ستجر اتهامات لإسرائيل بأنها تدمر موقع تراث عالمي. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن خيبة الأمل طغت على لقاء الرئيس محمود عباس مع مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وأن الحديث تركز على قطع مخصصات الأسرى والشهداء منفذي العمليات، وهو المطلب الذي تلح عليه إسرائيل. ووفق الصحيفة، فإن نص القرار في شأن القدس مختلف وأكثر ليونة عما كان عليه العام الماضي، اذ تبنت اللجنة الإدارية ل «يونيسكو» اقتراحاً فلسطينياً يشكك في العلاقة بين اليهود والحرم المقدسي وحائط البراق الذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى. واعتبرت الصحيفة أن الاقتراح الحالي في شأن القدس يستند إلى الاقتراح السابق الذي تبنته «يونيسكو»، لكن من دون ذكر المسجد الأقصى أو الحرم الشريف أو حائط البراق. كما أشارت إلى أن النص الجديد يهاجم «السيادة الإسرائيلية على القدس، ويعرضها كقوة محتلة وكل قراراتها ليست سارية المفعول». إلى ذلك، تبذل وزارة الخارجية الإسرائيلية وسفارات إسرائيل في العالم جهوداً ديبلوماسية لتجنيد 5 إلى 7 دول من أجل منع الفلسطينيين من تجنيد الغالبية المطلوبة، وهي ثلثا الدول الأعضاء (21 دولة). ونظرياً، فإن إسرائيل بحاجة الى تجنيد 8 دول، على افتراض أن الدول ال21 لن تمتنع عن التصويت. وعلم أن نائب وزير الخارجية تسيبي حوطوفلي، ونائب المدير العام للمنظمات الدولية في وزارة الخارجية الإسرائيلية سيجتمعان مع 12 سفيراً في دول أعضاء في «يونيسكو» كي يطالبوا تلك الدول بإسقاط الاقتراح الفلسطيني. وقال مندوب إسرائيل في «يونيسكو» كرمل شاما هكوهين إن الحرم الإبراهيمي هو «أحد أسس التراث اليهودي» انطلاقاً من اعتبار أن المعركة الحقيقية في هذه المرة هي على مدينة الخليل، مضيفاً أن الهدف الرئيس بالنسبة الى إسرائيل الآن هو منع الإجماع في شأن القدس، ومنع تسجيل الحرم الإبراهيمي كموقع تراث عالمي.