رحب الفلسطينيون أمس بقرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) الذي حدد هوية المسجد الأقصى واعتبره إسلامياً، ودعا إلى الحفاظ على التراث الثقافي العربي الفلسطيني لمدينة القدس. وتبنت «يونيسكو» أمس قراراً في شأن القدسالشرقيةالمحتلة، قدمته دول عربية باسم حماية التراث الثقافي الفلسطيني، ينفي علاقة اليهود بالمسجد الأقصى الذي يسمونه «جبل الهيكل» وحائط البراق الذي يسمونه «حائط المبكى»، ويعتبرهما إسلاميين. وطالب القرار إسرائيل بوقف انتهاكاتها في المسجد الأقصى، واعتبر أن تلة باب المغاربة جزء لا يتجزأ من المسجد. ورفض الإجراءات الإسرائيلية «الأحادية الجانب» في القدس. واعتبر الفلسطينيون قرار «يونيسكو» في شأن القدس ومؤسساتها بداية تحول في المعركة الدائرة في شأن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى على الساحة الدولية. وبدأت إسرائيل في السنوات الأخيرة اتخاذ إجراءات عملية لتقسيم ساحات المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود من خلال تنظيم زيارات يومية للمتدينين اليهود إلى باحات المسجد الأقصى. وتزايدت هذه الزيارات في الأعياد اليهودية، ما عزز الخشية لدى الفلسطينيين من وجود نيات جدية لدى الحكومة الإسرائيلية لتعزيز الوجود اليهودي في باحات الأقصى التي تعتبرها الدولة العبرية قائمة على أنقاض «الهيكل». وتزامنت الزيارات اليهودية إلى باحات الأقصى مع قرارات إسرائيلية تقضي بإبعاد ناشطين فلسطينيين عن المسجد لفترات متفاوتة. واعتبر الناطق باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود أن «القرار الأممي يشكل إدانة للاحتلال الإسرائيلي وممارساته وسياساته الهادفة إلى تغيير المعالم الطبيعية والحقيقية لمدينة القدس». ودعا الأسرة الدولية إلى تحرك جاد وفاعل من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وكانت لجان «يونيسكو» صوتت، الأسبوع الماضي، على القرار الذي أثار غضب الحكومة الإسرائيلية ودفعها إلى تعليق تعاونها مع المنظمة الدولية، فيما صادقت اللجنة التنفيذية للمنظمة رسمياً على القرار أمس. وقال ناطق باسم «يونيسكو» أن القرار الذي دفع إسرائيل إلى تعليق تعاونها مع المنظمة اعتُمد من دون تصويت جديد بعدما تمت الموافقة عليه على مستوى اللجان الأسبوع الماضي. ورفضت إسرائيل القرار لاستخدامه تسمية «المسجد الأقصى» و «الحرم القدسي» للأماكن المقدسة في القدسالشرقية بدلاً من التسمية الإسرائيلية «جبل الهيكل»، معتبرة أنه «ينكر العلاقة التاريخية بين الشعب اليهودي» وما سمته «جبل الهيكل». وتقدمت بمشروع القرار كل من الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وسلطنة عُمان وقطر والسودان. وقال نائب السفير الفلسطيني في «يونيسكو» منير أنسطاس أن القرار «يذكّر إسرائيل بأنها قوة محتلة للقدس الشرقية ويطلب منها وقف جميع انتهاكاتها» بما في ذلك عمليات التنقيب حول المواقع المقدسة. وهذه المرة الثانية التي تتخذ فيها «يونيسكو» قراراً ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هذا العام، إذ تبنت المنظمة في نيسان (أبريل) الماضي قراراً يدين «الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية ضد حرية العبادة ودخول المسلمين إلى المسجد الأقصى». ونأت المديرة العامة ل «يونيسكو» إرينا بوكوفا بنفسها عن القرار، مشددة على أهمية طابع القدس بالنسبة للمسيحية والإسلام واليهودية والتعايش بين الأديان السماوية الثلاثة الذي أدى إلى إدراج المدينة على قائمة التراث العالمي للإنسانية، فيما ذكر السفير الإسرائيلي لدى «يونيسكو» كرمل شاما كوهن أول من أمس، أن بوكوفا تعرضت لتهديدات بالقتل بسبب إبدائها تحفظات حيال مشروع القرار العربي.