ذكرت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل وافقت على السماح لبعثة اليونيسكو التابعة لهيئة الأممالمتحدة بزيارة البلدة العتيقة في القدس في مايو/أيار المقبل لمراقبة أعمال تجري في المكان، مقابل إزالة خمسة قرارات عن جدول أعمال منظمة التربية والعلوم والثقافة – اليونيسكو - تدين إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن الصفقة الدبلوماسية التي أعلن عنها أول من أمس مندوب إسرائيل في اليونيسكو، في اجتماع اللجنة الإدارية للمنظمة الدولية، كانت نتيجة مبادرة سياسية إسرائيلية ومفاوضات سرية استمرت ثلاثة شهور. وقالت "هآرتس" أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي توجه مندوب إسرائيل في المنظمة إلى كبار المسؤولين في شعبة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية، وحذر من أنه سيكون من الصعب منع إصدار إدانة حادة ضد إسرائيل في اجتماع اللجنة الإدارية لليونيسكو في ابريل من العام الحالي 2013. وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تمكنت في اللحظة الأخيرة، في أكتوبر 2012 من منع إصدار خمسة قرارات تدين إسرائيل. وتضمن أحد القرارات إيفاد مبعوث خاص من قبل اليونيسكو لمراقبة أعمال حكومة الاحتلال في القدس، وخاصة في منطقة الحرم القدسي الشريف. ولم يصدر قرار بالإدانة في أعقاب وقوف مندوبة روسيا في اليونيسكو إلى جانب إسرائيل، وطرحها حلا وسطا تم بموجبه إرجاء إصدار القرار بستة شهور. ولفتت الصحيفة إلى أن المندوب الإسرائيلي كان أوضح لكبار المسؤولين في الخارجية الإسرائيلية أنه من أجل منع صدور قرارات الإدانة يجب على إسرائيل أن تلجأ إلى مبادرة دبلوماسية تجاه اليونيسكو. وفي يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد مباحثات داخلية في وزارة الخارجية، بدأت الاتصالات مع مقر اليونيسكو في الأممالمتحدةوروسيا ودول الاتحاد الأوروبي والصين ودول أخرى. وفي إطار المبادرة الإسرائيلية جاء أن إسرائيل ستسمح أولا لبعثة اليونيسكو بالوصول إلى البلدة العتيقة في القدس في التاسع عشر من مايو لمراقبة "أعمال الترميم" بشرط ألا تدخل ساحة الحرم، وألا تنشغل في قضية جسر المغاربة. وثانيا توافق إسرائيل، في إطار المبادرة، على المشاركة في جلسة خبراء في مقر اليونيسكو في مايو تتركز حول جسر المغاربة الذي يصل حائط البراق (الذي يطلق عليه اليهود -جزافاً-المبكى) بساحة الحرم. وثالثا يوافق الفلسطينيون على تأجيل لمدة ستة شهور إصدار خمسة قرارات تدين إسرائيل، كان يفترض أن تعرض للنقاش والتصويت عليها في اليونيسكو خلال الأسبوع الجاري، وتتصل القرارات بساحة الحرم والبلدة العتيقة وبيت لحم والخليل. ورابعا يؤجل الفلسطينيون لمدة سنة كافة اقتراحات القرارات التي تدين إسرائيل والتي كان من المتوقع أن تطرح في جلسة لجنة التراث العالمية التابعة لليونيسكو في يونيو/حزيران. ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في الخارجية الإسرائيلية قوله انه جرت اتصالات دبلوماسية مكثفة في الأيام العشرة الأخيرة في مقر اليونيسكو في باريس حول الاقتراح الإسرائيلي، وأن المندوب الفلسطيني حاول قبول الاقتراح الإسرائيلي بشكل جزئي وتأجيل اثنين من بين القرارات الخمسة التي تدين إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن مندوب الولاياتالمتحدة في اليونيسكو، دافيد كيليون، مارس ضغوطا على الفلسطينيين وجند مندوبين آخرين إلى جانب المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا للضغط على الفلسطينيين. كما أشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري كان له دور في الاتصالات، وأن الولاياتالمتحدة أوضحت للفلسطينيين بأنهم حصلوا على تعهدات بوقف كافة الإجراءات من جانب واحد ضد إسرائيل في مؤسسات الأممالمتحدة حتى نهاية مايو، وعليه فإنهم يتوقعون الموافقة على تأجيل القرارات. وخلصت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين استجابوا في النهاية، ووافقوا على صيغة الاتفاق.