تواصلت المعارك العنيفة بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، و «تنظيم داعش» من جانب آخر على طريق أثريا – الرصافة، عند مثلث الرقة – حلب – حماة، إثر هجوم نفذته قوات النظام أمس، التي تمكنت من تحقيق تقدم بمسافة 12 كلم ووصلت إلى حاجز السيريتل وسيطرت عليه. ويعد هذا التقدم أول تقدم استراتيجي لقوات النظام في محور مثلث الرقة – حماة – حلب، بعد سيطرته على بلدة الرصافة، الواقعة على طريق أثريا – الرقة، في ال19 من حزيران (يونيو) من العام الحالي 2017. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن هذا التقدم لقوات النظام تم بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي المكثف، وبقصف من الطائرات الحربية على مناطق سيطرة «تنظيم داعش». وأوضح أنه يأتي في إطار تكتيك الالتفاف الذي تقوم به قوات النظام بقيادة «مجموعات النمر»، والذي يهدف إلى الالتفاف على أكبر مساحة ممكنة وإجبار «داعش» على انتقاء أحد الخيارين وهما إما القتال حتى النهاية أو الانسحاب إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرته قبل الوقوع في حصار كامل. ورصد «المرصد السوري» بقاء مسافة نحو 15 كلم لإطباق قوات النظام الحصار على المناطق المتبقية تحت سيطرة التنظيم في ريف حلب الجنوبي الشرقي، والذي يتمركز على تلال ومواقع تكشف له مساحات بمحيط هذه التلال. وأفاد «المرصد السوري» بأنه في حال انسحب «داعش» من ريف حلب الجنوبي الشرقي، فإن قوات النظام تكون قد استعادت السيطرة على كامل المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ريف حلب الجنوبي الشرقي، والتي تقدر مساحتها بنحو 1000 كلم مربع. وبذلك ينتهي وجود «داعش» في شكل نهائي من محافظة حلب، وتكون قوات النظام قد أمنت طريق حلب – خناصر – أثريا في شكل كامل، ويبقى الطريق الممتد من أثريا إلى السلمية معرضاً لهجمات من التنظيم المنتشر على مسافة قريبة من الطريق بريفي مدينة سلمية الشرقي والشمالي الشرقي. كذلك يسمح هذا التقدم لقوات النظام بالاقتراب من حقل توينان للغاز والذي تسعى جاهدة للسيطرة عليه ونشر «المرصد السوري» في وقت سابق، أن «داعش» على رغم خسارته عشرات القرى والبلدات والمزارع في ريفي حلب الشمالي الشرقي والشرقي، إلا أنه – أي التنظيم- لا يزال يهدد قوات النظام في مدينة حلب -ثاني كبرى المدن السورية، عبر عزل الشريان الرئيسي الذي يوصل مدينة حلب بمناطق سيطرة النظام في بقية المحافظات السورية، حيث يمكن لداعش قطع هذا الطريق الواصل بين مدينة حلب وأثريا بريف حماة عبر منطقة خناصر، في حال تنفيذه هجوماً على هذا الطريق الاستراتيجي والذي تعرض في وقت سابق لهجمات، الأمر الذي سيعود على النظام بعواقب وضائقات اقتصادية كبيرة في مدينة حلب. وفي إدلب، قال المرصد إن انفجار سيارة ملغومة قتل عشرة أشخاص في المحافظة الخاضعة لسيطرة عناصر المعارضة. وأضاف المرصد أن الهجوم وقع في سوق في بلدة الدانا في شمال محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا. وقال إن ثلاثة أشخاص دون سن الثامنة عشرة من بين القتلى كما تسبب الانفجار في إصابة 30 شخصاً على الأقل. وأشار المرصد إلى أن انفجاراً آخر في المدينة ذاتها بعد منتصف ليل يوم الجمعة قتل شخصين. وأبدت الأممالمتحدة ووكالات إغاثة قلقها من الأوضاع الإنسانية في إدلب التي يعيش فيها عدد كبير من الناس، في ظروف متردية ويواجهون قصفاً جوياً. في موازة ذلك، رصد نشطاء إلقاء الطيران المروحي مناشير على أماكن في ريفي حماة وإدلب، حيث ألقى مناشير على المنطقة الواصلة بين بلدتي خان شيخون والهبيط في الريف الجنوبي لإدلب، كما ألقى مناشير على مناطق في بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي. وجاء في بعض المناشير «أنا أتعهد بأن أتخلى عن سلاحي طواعية وأتوقف فوراً عن قتال الجيش العربي السوري وأرجو الاستفادة من مرسوم العفو وتسوية وضعي وعليه أضع نفسي تحت تصرف الجيش العربي السوري»، فيما جاء بأخري «استفد من الفرصة المتبقية واتخذ القرار الصحيح». إلى ذلك، أفاد المرصد السوري بسماع دوي انفجارت في العاصمة دمشق، تبين أنها ناجمة عن سقوط قذائف على أماكن في محيط حي العباسيين ومنطقة القصور وسط العاصمة. وتحدث المرصد عن اشتباكات في محوري الزيات والضهر الأسود في ريف دمشق الغربي، بين فصائل المعارضة الإسلامية وهيئة تحرير الشام من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، ترافقت مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين.