شن تنظيم «داعش» هجوماً مفاجئاً على قوات النظام في بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب بعد نجاحه في اليومين الماضيين في السيطرة على حواجز عدة للنظام على طريق خناصر - اثريا الاستراتيجية الرابطة بين محافظتي حماة (وسط البلاد) وحلب (شمال)، وسط تقارير عن غارات روسية كثيفة في محاولة لوقف تقدم التنظيم المتشدد الذي أعلن «خلافة» في مناطق سيطرته في سورية والعراق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقرير أمس أن اشتباكات عنيفة تدور بين تنظيم «داعش» وبين قوات النظام «في محيط معامل بشمال شرقي السفيرة الواقعة بجنوب شرقي حلب، وفي محيط قرية تيارة بريف حلب الشرقي، وسط تقدم لعناصر التنظيم وسيطرتهم على تمركزات لقوات النظام، واستمرار الاشتباكات في أطراف البلدة». ومعلوم أن معامل الدفاع التابعة للجيش السوري تقع بجوار السفيرة وهي بلدة استراتيجية يهدد سقوطها بقطع خط إمداد النظام في مدينة حلب. وأشار المرصد أيضاً إلى «استمرار المعارك بين قوات النظام ولواء القدس الفلسطيني والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم الدولة ... من طرف آخر على طريق خناصر - أثريا وفي محيط حاجز ثريان الذي سيطر عليه التنظيم (أول من) أمس بعد هجومه بعربة مفخخة وتفجيرها بالحاجز وقتل عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها». وأوردت «شبكة شام» الإخبارية أن وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» أكدت أن عناصر التنظيم تمكنوا أمس من صد رتل جديد لقوات النظام حاول فتح الطريق الواصل بين حماة وحلب في خناصر بعدما تسببت السيطرة عليه من قطع آخر خطوط إمداد القوات الحكومية في حلب. وذكرت «أعماق» أن الرتل خرج من مدينة السلمية باتجاه قرية الشيخ هلال باتجاه حاجز أثريا لتعزيز قدراته في الهجوم على المواقع التي سيطر عليها تنظيم «داعش»، بغية فتح طريق الإمداد إلى حلب الذي يمر عبر بلدة خناصر، إلا أن الرتل الذي كان يضم 7 شاحنات عسكرية على متنها جنود وقع في حقل للألغام زرعه عناصر التنظيم، وانفجرت به عبوات ناسفة أجبرته على التوقف والانسحاب إلى المدينة التي انطلق منها. وأوضحت وكالة «أعماق» أن هذا الهجوم يأتي بعدما شهد مساء الاثنين محاولة لعدد من عناصر النظام المتمركزين في بلدة أثريا التقدم شرقاً نحو حاجز ثريان (محطة ضخ أثريا) الذي سيطر عليه عناصر التنظيم صباح أول من أمس، من دون أن يتمكنوا من تحقيق أي مكسب وانتهت المحاولة بمقتل 5 جنود وانسحاب البقية نحو بلدة أثريا، بحسب الوكالة التي تنشر أخبار التنظيم. وفي الإطار ذاته، تحدث المرصد السوري عن تجدد الاشتباكات بين قوات النظام وبين عناصر «داعش» في منطقة الشيخ هلال بريف مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي، بينما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة للشرطة على طريق السعن في ريف حماة الشرقي أيضاً، ما أدى إلى إصابة شرطي بجروح. وفي حماة أيضاً، قال المرصد إن «الفصائل الإسلامية استهدفت بصاروخ تاو آلية لقوات النظام في بلدة مورك بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى إعطابها»، مضيفاً أن «اشتباكات تدور بين قوات النظام مدعمة بمسلحين موالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية معركبة بريف حماة الشمالي». وأوردت «شبكة شام» الإخبارية، من جهتها، أن «الطائرات الروسية ارتكبت مجزرة مروعة بحق المدنيين في مدينة اللطامنة (حماة) وراح ضحيتها حوالى 10 شهداء». أما في محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، فقد أفيد أن طائرات حربية قصفت بلدة كفرنبل وقرية العامرية بريف إدلب الجنوبي، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن الطائرات الروسية قصفت مقراً لحركة إسلامية عند الأطراف الشرقية لبلدة معرشمارين بريف معرة النعمان الشرقي. وفي محافظة الرقة، أشار المرصد إلى أن تنظيم «داعش» جهزَّ رتلاً مؤلفاً من 10 سيارات على 8 منها رشاشات ثقيلة ومحملة بعناصر من التنظيم، متحدثاً عن توجّه الرتل إلى ريف حلب الشمالي الشرقي. وأضاف أن التنظيم «منع أجهزة التلفاز في المحلات التجارية وضمن أسواق المدينة، وشوهدت دوريات من عناصر التنظيم وهي تقوم بفرض إزالة أجهزة التلفاز على أصحاب المحلات التجارية والبقاليات والصالات والمقاهي في شارع 23 شباط وشارع الأماسي وعدة أحياء وشوارع أخرى في سوق المدينة». وفي جنوب البلاد، أورد المرصد أن قوات النظام استهدفت بقذائف عدة مركزاً للفصائل الإسلامية على الطريق الواصلة بين منطقتي جباتا الخشب والحميدية بريف القنيطرة، ما أدى إلى إعطاب رشاش لفصيل إسلامي. أما في درعا المجاورة، فقد نفذت طائرات حربية غارات على مناطق في تل عنتر شمال بلدة كفرشمس بريف درعا الشمالي الغربي، ما أدى لأضرار مادية، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في تل عنتر بأطراف البلدة، بحسب ما أورد المرصد. وأضاف المصدر نفسه أن «الفصائل الإسلامية والمقاتلة استهدفت بالصواريخ تمركزات لقوات النظام في بلدة دير العدس بريف درعا، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين ... كما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في أطراف بلدة النعيمة».