تتواصل الجهود لإنضاج مبادرة لحل أزمة الفلوجة التي يسيطر عليها المسلحون منذ اسابيع، وعلمت «الحياة» ان الحكومة رفضت طلب عشائرها بسحب الجيش. وقال مصدر في محافظة الانبار في تصريح الى «الحياة» ان «المبادرة موضوع الحوار تهدف الى تجنيب المدينة الهجوم العسكري، وهناك محادثات مكثفة بين مسؤولين في الحكومتين الاتحادية والمحلية مع عدد من زعماء العشائر المؤثرين في المحافظة». واضاف: «ان شيوخ الفلوجة طالبوا بوقف القصف، سحب وحدات الجيش من المدينة، قبل الحديث عن أي مبادرة ويتعهدون في المقابل بإقناع المسلحين بضرورة ترك السلاح». واشار المصدر الى ان»الحكومة رفضت انسحاب الجيش من محيط المدينة، فيما وافقت على اصدار عفو عن المسلحين مدته سبعة ايام، يتم خلالها ترك السلاح وتسليم الأسلحة». ولفت الى ان «المبادرة تنص على عدم ملاحقة المسلحين او المطالبة بتسليمهم الان او في ما بعد» لأن» الغالبية من ابناء العشائر يقومون بحماية الاحياء السكنية». إلى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية في بيان امس ان «وكيل الوزارة عدنان الاسدي التقى وزير الدفاع سعدون الدليمي ومحافظ الانبار ورئيس مجلس المحافظة والقادة الأمنيين وشيوخ العشائر ومجلس الإسناد. وأقر المجتمعون بقاء الجيش في المحافظة، وإعلان عفو لمدة سبعة أيام عن المغرر بهم من أبناء المحافظة لتسليم أنفسهم إلى القوات الأمنية». وعاود الجيش امس قصف الفلوجة وطاول احياء الضباط والمعلمين والاندلس والعسكري والشرطة ما أدى الى سقوط جرحى في صفوف المدنيين تم نقلهم الى المستشفى وسط المدينة وفق مصادر غير رسمية . في غضون ذلك، هاجم مسلحون قوة عسكرية قرب الفلوجة فجر امس ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، شاركت فيها طائرات مروحية. واعلنت وزارة الدفاع في بيان ان الطائرات « نفذت اكثر من 110 طلعات بالتنسيق مع القوات البرية في الانبار خلال الشهر الماضي»، مؤكداً ان «الطلعات حققت اصابات مؤثرة نتيجة الانتخاب الدقيق للاهداف وادامة الدعم المباشر لقيادة القوات البرية في عملياتها الميدانية ضد تنظيمات داعش الارهابية في قاطع عمليات الانبار». وزاد ان «القوات المسلحة وجهاز مكافحة الارهاب، بالتعاون مع ابناء العشائر والشرطة المحلية قتلت 35 من عناصر تنظيمات داعش الارهابية واستولت على 4 عربات محملة رشاشات احادية في منطقة البو جابر التابعة لمحافظة الانبار». واتهم إمام وخطيب الجمعة في الفلوجة الشيخ أحمد المحمدي «المالكي وحكومته وحزبه باستغلال الجيش في قمع وقتل الأطفال والنساء، وارتكاب مجازر تشبه ما يقوم به جيش بشار ضد شعبه والمسلسل يتكرر اليوم في العراق».