تابعت القوات النظامية السورية والميليشيات المساندة لها تقدمها بعد وصولها إلى الحدود السورية العراقية في الأيام القليلة الماضية، لتغدو على مسافة كيلومترات قليلة لدخول ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتواصل الاشتباكات وعمليات القصف المتبادل بين عناصر «داعش» من جهة وعناصر «حركة النجباء العراقية» والمسلحين الموالين من جنسيات سورية ولبنانية وإيرانية وأفغانية والقوات النظامية من جهة أخرى، في البادية السورية، على بعد كيلومترات عدة من الحدود السورية– العراقية. وعلم «المرصد السوري» أن «حركة النجباء» وبقية المسلحين الموالين للقوات النظامية، وبعد سيطرتها خلال ال24 ساعة الفائتة على مناطق سد الوعر ووادي الوعر وأرض الوشاش وعدة مواقع أخرى كانت ضمن مناطق سيطرة «داعش»، تمكنت أمس من الدخول إلى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور، من ريفها الجنوبي الشرقي، القريب من الحدود مع العراق. وهذا التقدم الاستراتيجي أتاح لقوات النظام توسعة نطاق سيطرتها وتواجدها على الحدود السورية العراقية، حيث بلغت نحو 85 كلم مسافة السيطرة والتواجد على الحدود، وباتت على مسافة نحو 12 كلم من محطة «التي تو» بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، فيما يأتي هذا التقدم، ضمن سعي قوات النظام لإجبار «داعش» على الانسحاب من أكبر مساحة من البادية والأراضي السورية الممتدة من سبخة الجبول بريف حلب الجنوبي الشرقي مروراً بريف حماة الشرقي وريفي الرقة الجنوبي والجنوبي الغربي وصولاً إلى السخنة وباديتها والبادية السورية، كما يأتي هذا التقدم بعد أسبوعين من تمكن المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية وقوات النظام من الوصول إلى الحدود العراقية مع بادية تدمر الشرقية. وأكدت مصادر متقاطعة للمرصد السوري حينها أن عملية التقدم تمت من قبل المسلحين الموالين للنظام من جنسيات غير سورية، وقوات النظام المتمركز في البادية السورية شرق وجنوب شرق مدينة تدمر، عبر الالتفاف على معسكر يتبع للفصائل المدعمة من قبل التحالف الدولي، في محور يبعد نحو 20 كلم عن المعسكر الواقع على بعد نحو 50 كلم إلى الشرق من معبر التنف الحدودي الذي تسيطر عليه هذه الفصائل. وكانت قد جاءت عملية التقدم من البادية السورية نحو الحدود السورية – العراقية، ضمن الحدود الإدارية لمحافظة حمص، بعد عدة محاولات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعراقية وأفغانية وإيرانية ولبنانية للتقدم نحو الحدود السورية– العراقية، إلا أنها قوبلت باستنفار وصد من التحالف الدولي الذي عمد إلى توجيه ضربات استهدفت أرتالاً لقوات النظام، ما تسبب في تدميرها وقتلت 40 عنصراً على الأقل منهم، إضافة لإصابة عشرات آخرين بجراح متفاوتة الخطورة. من ناحيتها، ذكرت وسائل إعلام سورية رسمية أمس، أن القوات النظامية بمساندة القوات الرديفة تسيطر على أرض الوشاش، وسد الوعر، ووادي الوعر على الشريط الحدودي مع العراق، ليدخل بذلك ريف دير الزور الجنوبي الشرقي للمرة الأولى منذ 5 سنوات. وقال مدير المكتب الإعلامي ل «جيش مغاوير الثورة» البراء فارس، المنضوي في «الجيش الحر» والعامل في المنطقة، إن القوات النظامية تسير بعملياتها العسكرية في هذا المحور، إلا أنها لم تدخل حتى الآن إلى ريف دير الزور الجنوبي الشرقي. وأوضح لموقع «عنب بلدي» أن تقدم القوات النظامية والميليشيات الرديفة له يحدث من دون أي مقاومة من أي جهة عسكرية. ووصلت القوات النظامية بدعم روسي إيراني مطلع الأسبوع الماضي إلى الحدود السورية العراقية، بعد معارك استمرت أسابيع بدأتها من ريف حمص الجنوبي. وبوصولها إلى الحدود العراقية قطعت الطريق أمام فصائل «الجيش الحر» اتجاه مدينة دير الزور، وسط تسابق بين القوات النظامية وفصائل المعارضة على بدء معركة دير الزور ضد «داعش». ويتزامن تقدم القوات النظامية تجاه دير الزور وريفها، مع تقدم مماثل لميليشيات «الحشد الشعبي» العراقي على الجانب العراقي، قبالة معبر القائم الحدودي في مدينة البوكمال جنوب دير الزور. وكانت وسائل إعلام إيرانية نشرت صوراً تظهر قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري «الحرس الثوري» الإيراني برفقة عناصر من «لواء فاطميون» الأفغاني، وقالت إنها في البادية السورية على الحدود العراقية. وتأتي هذه التطورات العسكرية بعد زيارة وفد عسكري للنظام السوري إلى العاصمة العراقيةبغداد، من أجل مناقشة «أمن الحدود» كأول زيارة علنية منذ سنوات تهدف لتنسيق المعارك ضد «داعش». وفي محافظة درعا، أفاد «المرصد السوري» بأن الطيران المروحي أسقط ما لا يقل عن 4 براميل متفجرة على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، وسط سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا. أيضاً نفذت الطائرات الحربية ضربات مكثفة استهدفت منطقة معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ما أدى لأضرار مادية، فيما تعرضت مناطق في بلدة طفس بريف درعا الغربي، لقصف من قبل قوات النظام، دون معلومات عن إصابات. وفي محافظة دمشق، سقطت عدة قذائف هاون على مناطق في محيط حي المزرعة الذي تتواجد فيه السفارة الروسية، وأماكن أخرى عند أوتوستراد الفيحاء ومحيط مدرسة سناء محيدلي، وشارع برنية في حي ركن الدين، وبمحيط المسجد الأموي بدمشق القديمة، من دون أنباء عن إصابات إلى الآن.