مهرجانات «غريبة» للفاكهة الاستوائية تنظّم في بلدان جنوب شرقي آسيا، تلحظ مسابقات في أفضل إنتاج وأفضل عرض وأفضل طبق مقدّم أو زينة بواسطة الثمار التي تتحوّل لوحات ملوّنة، أو التباري في التهام أكبر كمية منها، أو ابتكار وجبات وأصناف من أطعمة وحلويات وغيره تكون هي مكونها الرئيس. ومن الفاكهة الاستوائية «الشهية والغربية» في آن الدوريان، التي يطلق عليها لقب «فاكهة الجنة»، علماً أن رائحتها القوية النفاذة والكريهة جداً تختلف تماماً عن طعمها الشهي. لذا، اشتهرت المقارنة التي تصفها بأن لها «رائحة مثل الجحيم وطعمها مثل الجنة». وينظّم في بينانغ الماليزية أبرز مهرجانات الموسم ويستمر شهرين بدءاً من الأول من حزيران (يونيو). وعموماً يعشق الماليزيون هذه الثمار على رغم رائحتها المنفرة. لكن لا خيار وسطاً على هذا الصعيد بالنسبة للزائر، إذ إنها قد تعجبك أو لا تعجبك بكل بساطة. لكن أهل البلد يقدرّون قيمتها ويثمّنون فوائدها فيتغاضون عن رائحتها المقيتة، على حد تعبير حمزة سلطان، أحد الباعة في سوق الخضار والفواكه والاختصاصي في توضيب منصاتها خلال المهرجان، كما يُعدّ ذواقاً خبيراً بصنوفها، ويشارك في لجان تحكيم خلال المسابقة المقامة. ويؤكّد أن بعضهم شغوف بالدوريان إلى حد الإدمان، علماً أنها لا تباع إلا طازجة في بلدان زراعتها وجوارها، وتوضّب مثلّجة إلى أسواق خارجية. وتُعرف الدوريان، التي تنمو خصوصاً في ماليزيا وسنغافوره وتايوان والصين وإندونيسيا، بحجمها الذي يقارب حجم كرة القدم أو أكبر بقليل. من الخارج قشرها صلب أخضر اللون أو بني ذو سنان مدببة مليء بأشواك تشبه أشواك القنفذ، ولبها الداخلي مثل محار البحر وبحجم ثمار الموز لونه أصفر فاقع، ويكون على شكل خمسة فصوص أو ستة، وتحمّص بذورها وتؤكل مثل البندق. ونظراً لرائحة الدوريان الكريهة، يحظّر وضعها في الفنادق أو نقلها في الطائرات والحافلات ووسائل النقل الأخرى. وينتظر متذوقوها الموسم للتمتع بمذاقها ومنافعها الصحية. فهذه الفاكهة فعالة في تخفيف الآلام والصداع النصفي وعلاج الأرق والاكتئاب وكذلك كبح الشهية وتخفيف التعب والإرهاق، نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الأمينية التي ترفع نسبة السيروتونين في الدماغ فتعزز مشاعر السعادة. كما أنها غنية بفيتامين «ث» ومجموعة فيتامينات «ب»، فضلاً عن خفضها نسبة الكولسترول في الدم. ويلخّص سلطان مزايا الدوريان وهو يوضّب عشرات الثمار مفاخراً: «أنا لا أبيع فاكهة أو أنصح بها، بل أبيع نكهة ومذاقاً لا يقاوم، مفعوله مستتر، على غرار مفعول السماد الطبيعي في النباتات والأشجار بعد تفاعله مع المطر وأشعة الشمس، فالشكل الخارجي ليس دائماً مقياساً».