قالت الحكومة البريطانية أمس (السبت) إن البرلمان سيعقد دورة برلمانية «نادرة» تستمر لعامين، من أجل التعامل مع تعقيدات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). وتبدأ مفاوضات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي في شأن خروجها من التكتل غداً (الإثنين)، وستكون معقدة بسبب خسارة رئيسة الوزراء تيريزا ماي المفاجئة للغالبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي. وعادة ما تستمر الدورة البرلمانية لعام من الربيع إلى الربيع. لكن الحكومة ستضاعف مدة الدورة البرلمانية للسماح للمشرعين بالتعامل مع الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من دون انقطاع. وكانت بريطانيا أبلغت الاتحاد الأوروبي رسمياً بالانسحاب في نهاية آذار (مارس) الماضي، ما يعني أنها ستترك التكتل بحلول آذار (مارس) 2019. وقالت رئيسة مجلس العموم أندريا ليدسوم إن بريطانيا ستحتاج إلى الكثير من التشريعات، بما في ذلك قانون يحفظ قواعد الاتحاد الأوروبي الحالية في قانون بريطاني. من جهته، قال مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي بيير موسكوفيتشي إن التكتل سيكون «ودياً وصارماً» مع بريطانيا في مفاوضات الخروج، وإن كل الخيارات مطروحة. وقال موسكوفيتشي لصحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية الأسبوعية اليوم: «فيما يتعلق بخروج بريطانيا.. لن نتحلى بالشدة أو اللين لكن بالود والصرامة». وأضاف: «جميع السيناريوهات مطروحة بما في ذلك عدم التوصل إلى اتفاق في 29 آذار (مارس) 2019. لكن ليس هذا السيناريو الذي نفضله». وأدلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير المال الألماني فولفجانج شيوبله بتصريحات مماثلة هذا الأسبوع، وقالا إن باب البقاء في الاتحاد لا يزال مفتوحاً أمام بريطانيا ما دامت محادثات الخروج لا تزال مستمرة. ويتوجه وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس إلى بروكسيل غداً لبدء محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد، حاملاً رسالة مفادها أن «لا شك» في أن بريطانيا ستنفصل عن الاتحاد. وقال ديفيس إنه لا تراجع عن خطة رئيسة الوزراء للخروج من الاتحاد. وأضاف في بيان: «يتعين ألا يكون هناك أي شك، وأنا في طريقي إلى بروكسيل لبدء محادثات الخروج، في أن بريطانيا ستترك الاتحاد الأوروبي وتنفذ نتيجة الاستفتاء التاريخي». وتابع: «ترك الاتحاد الأوروبي يعطينا فرصة صياغة مستقبل مشرق جديد لبريطانيا، مستقبل نكون فيه أحراراً في التحكم في حدودنا وسن قوانيننا ونفعل فيه ما تفعله الدول المستقلة ذات السيادة». وقال الوزير الذي كان من الداعين البارزين إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء، إنه سيتعامل مع محادثات الخروج «بشكل بناء» مدركاً أنها «ستكون صعبة في بعض الأوقات». وجاء في بيان ديفيس: «لن ندير ظهرنا لأوروبا. من المهم أن يسمح الاتفاق الذي سنتوصل إليه بازدهار بريطانيا والاتحاد الأوروبي في إطار الشراكة العميقة والخاصة الجديدة التي نريد التوصل إليها مع حلفائنا وأصدقائنا».