تصاعد التوتر في مدينة الحسيمة شمال المغرب ليل الخميس- الجمعة، إثر تدخل عناصر الأمن بقوة لتفريق وقفة احتجاجية، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع ضد المحتجين. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوات للمواجهات التي وقعت في حي سيدي عابد الشعبي، بين عشرات السكان ورجال مكافحة الشعب، وذلك في إطار احتجاجات اندلعت منذ اعتقال زعيم الحراك الريفي ناصر الزفزافي قبل نحو أسبوعين، للمطالبة بإطلاق سراحه وسائر السجناء السياسيين. وأثار التصعيد في الحسيمة ردود فعل على الساحة السياسية، إذ تزايدت المطالبات للحكومة بتغيير سلوكها تجاه سكان الحسيمة. ووصلت الاحتجاجات إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، إذ دعا أنس الحيوني عضو المجلس الوطني للحزب إلى انعقاد المجلس بشكل عاجل لدرس الانسحاب من الحكومة. وقال الحيوني الذي يرأس فرع «العدالة والتنمية» في ألمانيا، في تدوينة على صفحته في «فايسبوك»: «أدعو قيادة الحزب إلى عقد المجلس الوطني في شكل عاجل للحسم في قرار الانسحاب من الحكومة التي تجلب لنا الذل والعار، والدعوة إلى انتخابات جديدة. فهذا هو الطريق الوحيد اليوم لإنقاذ ماء الوجه، حيث لا أنتظر أن يقدم الأخ (رئيس الحكومة سعد الدين) العثماني الاستقالة لا هو ولا من معه من وزراء الحزب». وأضاف الحيوني: «غير هذا سيُصبِح حزب العدالة والتنمية حزباً إدارياً، لا يُشرِّف لا القيادة التي ما زلنا نقدرها ولا الآلاف من المناضلين المؤمنين بفكرة الإصلاح ولا ملايين المتعاطفين من الشعب المغربي المصدومين، هذا الإعوجاج عن المنهج والعهد الذي قدمه الحزب لهم». وأوقف الزفزافي الذي يقود منذ تشرين الاول (أكتوبر) 2016 الحراك الشعبي في منطقة الريف، في 29 أيار (مايو) الماضي، بتهمة «المساس بالأمن الداخلي للدولة». وتشهد مدينة الحسيمة منذ سبعة أشهر حركة احتجاجية تطالب بالتنمية في الريف الذي يعتبر المحتجون أنه «مهمش». وعلى رغم إصرار المحتجين على مواصلة تحركهم حتى يتحقق مطلبهم بإطلاق سراح جميع المعتقلين، فإنهم في الوقت ذاته يصرون على سلمية الاحتجاجات وعدم تحولها إلى مواجهات مع قوى الأمن أو شغب. في الوقت ذاته، يحاول رجال الشرطة محاصرة الاحتجاجات من دون التدخل لتفريقها، غير أن صدامات تحصل لدى احتكاك الجانبين، خصوصاً عند الحواجز التي تغلق بها قوى الأمن شوارع رئيسية لمنع توافد مزيد من المتضامنين وانضامهم إلى التظاهرات. ومع بدء المواجهات يلجأ رجال مكافحة الشغب إلى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، ويرد المتظاهرون برشقهم بالحجارة. لكن سكان الحسيمة يؤكدون دعمهم الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنمية منطقة الريف، ويشددون على الطابع «السلمي» للحراك، ويرددون خلال مسيرات وتظاهراتهم شعار «سلمية». وأكد أكثر من ناشط في الحراك الريفي أن كثيرين ممن يلجأون إلى إلقاء الحجارة مندسون ولديهم أجندات أخرى.