تُعمّر أشجار الجميز لأكثر من 500 سنة، هذا ما دفع مؤسسي فرقة «جميزة» الى اختيار الاسم الذي يبدو غريباً على فرقة موسيقية، إلا إذ كانت الفرقة تقدم نمطاً فريداً من الموسيقى ابتدعوه بالدمج بين الفلامنكو (موسيقى أندلسية تندمج مع الرقص) والأغاني التراثية العربية، لإحياء الفن المصري الأصيل، «لهذا تعبر جميزة عن هدفنا في أن نصبح مؤسسة كبيرة تنشر الفن الهادف إلى أجيال عدة»، يقول مؤسس الفريق ناصر النوبي (47 سنة). تأسست الفرقة الأولى من نوعها في عام 2003، بمجموعة من أغاني التراث الشعبي وأخرى يكتبها مؤسس الفرقة الذي يضيف عناصر وصف وإلقاء شعر خلال الغناء، وهو ما يصفه بأنه أسلوب حكي في أغانيهم، وتتميز الفرقة بامتلاكها تراثاً غنائياً ضخماً من أغنيات النوبة وحلايب وشلاتين ومحمية سيوة، إضافة إلى التراث السيناوي. ويقول مؤسس الفرقة: «قديماً، كان هناك متسع من المشاعر واستخدام أكثر من مقام في الأغنية الواحدة، على عكس الوضع اليوم، لذلك حملنا على عاتقنا مسؤولية نشر الفن البسيط الذي يحاكي الواقع في سرعته ليستقر في وجدان المتلقي من دون أن يتخلى عن الأصالة، علماً أن 20 في المئة من كلمات أغاني جميزة من الموروث المصري الأصيل». واجهت فرقة جميزة تحديات عدة تمحورت حول غياب جهات الإنتاج، ما أثر في انخفاض عدد أعضاء الفرقة، إذ تضم فقط الشاعر والمطرب ناصر النوبي والمطربة يم سويلم، فيما تناوب على الفرقة أعضاء آخرون رحلوا جميعاً لضعف العائد المادي، وأدى ذلك إلى قلة الحفلات التي تحييها الفرقة وكذلك الأغاني التي تطرحها. وعلى رغم ذلك، شاركت «جميزة» في مهرجانات عدة منها: مهرجان ليفربول للفنون والثقافة العربية 2013، ومهرجان الغردقة الروسي لتنشيط السياحة في كانون الثاني (يناير) 2014، ومهرجان السينما الإفريقية في الأقصر2015. وتضيف مطربة الفرقة يم سويلم: «نمزج أيضاً بين الأغاني التراثية المصرية والموسيقى العالمية. قدمنا حفلة تحت شعار «فلامنكو لمصر» بالتعاون مع فرقة «بيا روزا» الإسبانية و»كارمن مارينا للفلامنكو» في 30 آب (أغسطس) 2015، ضمن مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، وظهر على الحضور الاستمتاع بالأغنيات المقدمة». أصدرت الفرقة ألبوماً وحيداً بعنوان «لو طلعوني الجبل» من إنتاجهم، وضمّ الألبوم 10 أغانٍ هي: «يا عم سيد»، «مدد يا صول التشيلو»، «بين الصواب والصح»، «ما خاين يا زماني»، «قلبي صحرا»، «سيدي عمر»، «يا جنابو» و»سامع في صوتك».V