تعكس فرقة «نوبانور» النوبية في أغانيها قضايا المجتمع النوبي في مصر وتراث النوبة، وذلك بلغتي النوبة الأصليتين، الفاديكي والكنزي، وهما لغتان منطوقتان غير مكتوبتين تتعمد الفرقة الغناء بهما حتى لا ينسى الجيل الجديد من النوبة جذوره. ويقول رئيس الفرقة أسامة بكري إنه لاحظ منذ صغره مدى اهتمام النوبيين في مصر بتراثهم الغنائي، ويرددون ما يزخر به من أغنيات في أعياد الميلاد والأعراس على الطريقة النوبية، وهو ما دفعه ومجموعة من الفنانين النوبيين إلى تكوين هذه الفرقة التي يعني اسمها في اللغة النوبية أضواء النوبة («نوبانور»). ويوضح أن الفرقة تغني بالطريقة النوبية المسماة الأراجيد، وأن أغانيها تحتوي على مدائح دينية إسلامية ومسيحية، فيما تشمل الأحدث منها مشكلات النوبيين ومشاعرهم عندما هُجّروا من النوبة القديمة عند بناء السد العالي في مصر مطلع ستينات القرن العشرين. ويلفت بكري إلى أن تعاون الفرقة مع الفنان زكريا إبراهيم و «مركز المصطبة للموسيقى الشعبية» أتاح لها عرض فنها خارج حفلات النوبيين ليشاهدها جمهور القاهرة في الكثير من المسارح التابعة للدولة وتلك المستقلة، ولعل أشهرها «مسرح الضمة» المستقل الذي تعرض فيه الفرقة فنونها في شكل منتظم ويشاهدها الكثير من المصريين والأجانب. وبعد عروض ناجحة للفرقة داخل مصر، تمكنت بالتعاون مع «مركز المصطبة» وشركة 30IPS لصاحبها المنتج الإنكليزي مايكل وايتوود، من القيام بجولات فنية في بريطانيا والدنمارك احتفت بها صحف ووسائل إعلام عالمية مثل صحيفتي «ذا غارديان» و«إندبندنت» وتلفزيون «بي بي سي». ويوضح أن الفرقة بدأت جولاتها الخارجية قبل ثلاث سنوات بعدد من الحفلات في مسارح إنكلترا، وأنها قامت في البلاد نفسها أخيراً بجولة استمرت شهراً أنهت فيها ألبومها العالمي الأول بعنوان «دامنيشن». ويقول بكري إن هذا الألبوم هو ثمرة تعاون بين «نوبانور» وفرقة «شان» من مقاطعة ويلز البريطانية التي تتشابه في ظروفها مع ظروف «نوبانور»، فقد تم تهجير سكان من ويلز لبناء سد في منطقة ويك الإنكليزية. والألبوم من إنتاج شركة 30IPS بتمويل من «مؤسسة آفاق للثقافة والفنون». وتتكون فرقة «نوبانور» من مجموعة من الفنانين النوبيين على رأسهم ضياء فتحي وحسن جمال وجمال حسن وعازف العود حمودي ويرأسهم أسامة بكري، وتغني الفرقة على إيقاعات الدفوف المصنوعة من جلود الماعز» ولها الكثير من الأغاني الشهيرة التي تعرضها المحطات العالمية وأهمها «آياباسا» و«ياناس». ويختتم بكري بأن الفرقة تسعى الى الحفاظ على التراث النوبي من خلال ورش عمل تقيمها للجيل الجديد من النوبيين لتعريفهم بفنهم الأصيل وجذورهم.