تصلّب الشرايين من المسببات المهمة لتشكّل «أمهات الدم» في الدماغ، فالتصلّب يخلق مناطق ضعيفة في مكان أو أكثر من جدران الشرايين، وتحت تأثير ضغط الدم تنتفخ تلك المناطق الضعيفة لتشكل ما يسمى «أمهات الدم» التي تبدو كحبات التوت المعلقة على ساق النبات. وتتشكل «أمهات الدم» في أي منطقة من الدماغ إلا أنها تستهدف أكثر ما تستهدف نقاط تفرعات الشرايين بسبب الضعف النسيجي النسبي لهذه المناطق مقارنة بغيرها. وهناك عوامل أخرى إلى جانب تصلب الشرايين تساهم في زيادة خطر التعرض لأمهات الدم تشمل التقدم في السن، والتدخين، ووجود إصابة عائلية، وإصابات الرأس الرضية، وانخفاض مستوى هرمون الأستروجين بعد سن اليأس عند النساء. إن معظم أمهات الدم الدماغية تكون لا عرضية، وكثيراً ما يتم التعرف إليها بالصدفة أثناء إجراء مسوحات طبية تشخيصية تتعلق بأمراض أخرى. لكن مع مرور الوقت قد يزداد حجم أمهات الدم الدماغية فتنفجر ويتسرب الدم منها مسببة صداعاً مفاجئاً وعنيفاً جداً غالباً ما يمهد لحصول تمزق أكثر شدة. ولا تعطي أمهات الدم الصغيرة عادة عوارض تذكر، في المقابل فإن أمهات الدم الكبيرة تتظاهر بعوارض مثل الصداع الشديد المفاجئ، وآلام في الرقبة والوجه، واضطرابات في الرؤية، وخلل في النطق. وفي حال تمزق أمهات الدم، فإن المصاب يعاني من صداع عنيف، وغثيان، وتقيؤ، وتصلب في النقرة، وتحسس على الضوء، وتوسّع حدقة العين، وتشوش في الرؤية أو ازدواج في الرؤية، وهلوسة، وفقدان الوعي. ويعد تمزق أم الدم الدماغية حالة إسعافية لأنها قد تكون قاتلة في 50 في المئة من الحالات، من هنا يجب التوجه فوراً إلى أقرب مركز إسعافي في حال المعاناة من الصداع المفاجئ الشديد أو الشكوى من نوبات اختلاجية من دون سبب واضح.