كشفت إحصاءات مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة السعودية عن إصابة 26 شخصاً خلال نيسان (أبريل) الماضي بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (كورونا)، إلا أن المرض الذي كان مصدر قلق لكل السعوديين، يكاد يستحيل اليوم إلى مجرد «ذكرى مؤلمة» مرت بها البلاد، على رغم أن انتشار الفايروس لم يتوقف، وهناك إصابات جديدة بمعدل شبه يومي، فيما تتوقع الوزارة تفشياً جديداً للفايروس خلال الأشهر المقبلة. ومنذ ظهور الفايروس للمرة الأولى في المملكة خلال العام 2012، تسبب في وفاة 665 مريضاً، يمثلون 41.3 في المئة من إجمالي المصابين، الذين بلغ عددهم 1579 شخصاً، منهم 38 مريضاً لم تظهر عليهم الأعراض، شفي منهم 938 شخصاً يمثلون 58.3 في المئة من إجمالي المصابين، فيما لا يزال خمسة مرضى يتلقون العلاج. واكتشف «كورونا» للمرة الأولى على مستوى العالم في السعودية، وتسبب في وفاة حوالى 36 في المئة من المرضى الذين أبلغ عنهم حول العالم. وبلغت نسبة انتشاره في السعودية في العام 2012، حوالى 85 في المئة من إجمالي الحالات العالمية المبلغ عنها وغالبيتها كانت في منطقة الشرق الأوسط. وفي بداية الأمر لوحظ أن أكثر الذين أصيبوا هم من الرجال المسنين، وغالبيتهم يعانون اضطرابات صحية، إلا أنه ظهر لاحقاً في أعمار مختلفة. وكشفت إحصاءات وزارة الصحة حول تصنيف العدوى تراكمياً حتى الآن، أن 50 في المئة كانت حالات أولية، تلتها عدوى مكتسبة داخل المنشآت الصحية بنسبة 24 في المئة، ثم بين العاملين الصحيين والمخالطين في المنزل ب11 في المئة لكل منهما، وأخيراً غير المصنفة ثلاثة في المئة. وأكد اجتماع شاركت فيه مراكز القيادة والتحكم في وزارة الصحة، لمتابعة آخر مستجدات «كورونا»، على وجوب أخذ أقصى درجات الاستعدادات والاحترازات الوقائية، مشيراً إلى حدوث تناقص في حالات العدوى خلال الأشهر الماضية، ما يعطي انطباعاً خاطئاً للكادر الطبي بعدم حدوث تفشٍّ جديد، ويؤدي إلى عدم أخذ الحيطة في التشخيص. والفايروس حيواني المصدر، وينتقل من الحيوان إلى البشر، ويُعتقد أن منشأه الخفافيش، وأنه انتقل إلى الإبل في وقتٍ ما، بحسب منظمة الصحة العالمية. وأثبتت الدراسات أن كلاً من الجمل والخفاش حاملان للفايروس، إلا أن طريقة انتقاله من الحيوان إلى الإنسان لم تثبت في شكل دقيق، ولا تعرف آلية ذلك. وقالت وزارة الصحة إن «غالبية حالات الإصابة بالمرض كانت لأفراد غير مخالطين للإبل». ونبهت وزارة البيئة والمياه والزراعة إلى أن الفترة من تشرين الثاني (نوفمبر) حتى آذار (مارس) هي موسم توالد الجمال، وتشهد حركة كبيرة في تنقلها، ما يعرض الأشخاص إلى العدوى جراء الاحتكاك والمخالطة، وخصوصاً الجمال الصغيرة في العمر، فيما يتجه كثير من العوائل إلى الصحراء، ما يعرضهم إلى العدوى، وحدوث حالات انتقال من الإبل للإنسان، قد تسهم في حدوث حالات عدوى من إنسان إلى إنسان، ويؤدي إلى تفشٍّ شديد للعدوى بين المرضى المنومين والكادر الطبي. ونفذت جامعة القصيم في كانون الثاني (يناير) الماضي، أول تجربة في السعودية للقاح جديد ضد «كورونا»، لمتابعة الفايروس في الحيوان والقضاء عليه، ومنع انتقاله إلى الإنسان. فيما أعلنت «الزراعة» في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أنها بصدد تجربة لقاح جديد للمرة الأولى في المملكة ضد «كورونا». وقال وكيل الوزارة للثروة الحيوانية الدكتور حمد البطشان إن «الوزارة قامت خلال الفترة الماضية بإجراء فحوص على قطعان من الإبل في مناطق عدة، وأثبت استمرار وجود أجسام مناعية لفايروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (CoV - MERS) بنسب عالية في الإبل، وأن إفراز بعض الإبل لكورونا المطابق للفايروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الإنسان، بنسبة بلغت 76.3 في المئة من الإبل التي تم فحصها في أسواق الإبل والمسالخ».