باشرت إدارة الرئيس دونالد ترامب سلسلة تغييرات في فريقه بدأت باستقالة مدير الإعلام في البيت الأبيض مايكل دوبكي، في ظل حديث عن تحولات أساسية في الفريق والاستراتيجية للتعامل مع تحديات عدة، من التسريبات المرتبطة بروسيا وصولاً إلى عقبات في الكونغرس، مروراً بمناكفات مع القضاء تمثلت بتعطيل سياسة ترامب للهجرة. في غضون ذلك، أبدت موسكو انزعاجها لأن الاتصالات مع إدارة ترامب لم تسفر بعدُ عن تحولات إيجابية في العلاقات الثنائية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن دولتين نوويتين مثل الولاياتالمتحدةوروسيا لا يمكن أن تتحملا بقاء العلاقة بينهما في هذا المستوى المتدني. تزامن ذلك مع تصعيد لافت بين واشنطن وبرلين تطور إلى سجالات واتهامات متبادلة. وانتقل ترامب أمس، إلى موقع الهجوم، داعياً الجمهوريين في تغريدات على «تويتر» إلى استخدام «الخيار النووي» (51 صوتاً) في مجلس الشيوخ لتمرير مشاريع قوانين تتعلق بالإصلاح الضريبي وإلغاء نظام الرعاية الصحية لإدارة سلفه باراك أوباما، وذلك بدلاً من التعاون مع الديموقراطيين. كما انتقد ترامب تسريبات «ملفقة» حول لقاءات لصهره جاريد كوشنر مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك، والتي نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن المحققين الأميركيين ينظرون في تفاصيلها. إلا أن المنعطف الأبرز في استراتيجية ترامب برز أمس، بإعلان استقالة مايكل دوبكي بعد ثلاثة شهور من تسلمه منصبه. وأتت الاستقالة بعد حديث عن امتعاض ترامب من فريقه الإعلامي وفشله في التحرك بشكل مناسب للحد من تسريبات حول روسيا وطرد مدير مكتب التحقيق الفيديرالي (أف بي آي) جايمس كومي. وساهم ذلك في تراجع شعبية ترامب داخلياً، وتذمر الرئيس من أداء فريقه، إلى جانب حال من التشنج في البيت الأبيض وتكهنات بتراجع حضور الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر. وثمة حديث عن تغييرات أكبر تطاول الفريق الرئاسي وتصب في مصلحة العودة إلى الاستراتيجية الهجومية التي كانت حاضرة في حملة ترامب الرئاسية. وهنا برزت لقاءات ترامب الأخيرة بمساعدَين من فريقه الانتخابي، هما كوري ليوانداوسكي وديفيد بوسي، واحتمال تعيينهما في البيت الأبيض. كما أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى احتمال التخلي عن مدير الفريق الرئاسي رينس بريبوس. وتعكس هذه الاستراتيجية سعي ترامب إلى الرد في شكل أسرع وأكثر فاعلية على التقارير الإعلامية والتسريبات الاستخباراتية المرتبطة بروسيا. إلا أن مراقبين أشاروا إلى انقسام داخل الحزب الجمهوري حول خطط ترامب، إذ ما زال زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل عاجزاً عن حصد الأصوات الكافية لإلغاء نظام أوباما للرعاية الصحية وتمرير الإصلاحات الضريبية، كما أن هناك مخاوف جمهورية من خسارة عدد كبير من المقاعد في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل. وسيكون الاختبار الأول للجمهوريين في ولاية جورجيا خلال ثلاثة أسابيع (20 حزيران/ يونيو) حين تنافس الجمهورية كارين هانكل المرشح الديموقراطي الشاب جون أوسوف، الذي يتقدم حالياً في استطلاعات دائرة انتخابية لم يفز فيها الديموقراطيون منذ عقود. وفي حال فوز أوسوف ستزداد التعقيدات في وجه ترامب ومخاوف الجمهوريين من خسارة في الكونغرس العام المقبل.