سلط الضوء مجدداً على تحقيق «مكتب التحقيق الفيديرالي» (أف بي آي) ووزارة العدل الأميركية في ارتباطات فريق الرئيس دونالد ترامب بروسيا خلال الحملة الانتخابية، مع تسريبات جديدة أمس، تفيد بأن الرئيس طلب من وكالتين استخباراتيتين التصدي ل «أف بي أي» والدفاع عنه. وواصلت صحيفة «واشنطن بوست» تقاريرها في هذا الشأن وأوردت أن ترامب طلب من مديري الاستخبارات الوطنية ووكالة الأمن القومي دانيال كوتس ومايك روجرز «المساعدة في التصدي لتحقيق أف بي آي». وأفادت الصحيفة بأن ترامب طلب في شكل شخصي من كوتس وروجرز أن «يصرحا علناً وينفيا وجود أي أدلة حول تدخل روسي في انتخابات 2016». ونقلت الصحيفة عن «مسؤولين حاليين وسابقين» أن المديرين رفضا هذا الطلب واعتبروه «غير لائق». ويبدو أن طلب ترامب تزامن في نهاية آذار (مارس) الماضي، مع إدلاء مدير «أف بي آي» السابق جايمس كومي بشهادته أمام الكونغرس وإعلانه يومها أن المكتب «يحقق في طبيعة أي ارتباطات بين أفراد في حملة ترامب والحكومة الروسية وما اذا كان هناك تنسيق بين الحملة والجهود الروسية». ودوّن روجرز طلب ترامب في مذكرة داخلية حفظتها الوكالة، قد يجري طلبها إما من الكونغرس أو من المحقق الخاص المعين من جانب وزارة العدل روبرت مولر. وبدأ الكونغرس طرح أسئلة عما اذا كان تصرف ترامب انطوى على «عرقلة عمل أف بي آي» او تحجيم دوره بإطلاق خلافات بين الوكالات، كما فعل الرئيس السابق ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي في ظل فضيحة «ووترغيت» بالضغط على وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) لإفشال تحقيق «أف بي آي» وهو ما انتهى بإجباره على الاستقالة. ورأى مسؤولون استخباراتيون تحدثوا إلى وسائل إعلام أميركية أن طلب ترامب «يمس استقلالية الاستخبارات الأميركية»، ويأتي بعد رفض كومي طلباً مماثلاً ومن ثم طرده في 9 الشهر الجاري. وسجل كومي محادثاته مع ترامب وسيتم تسليمها الى لجنتي الاستخبارات والتحقيق في مجلسي الشيوخ والنواب هذا الأسبوع. وفِي حال ثبوت محاولات لترامب لعرقلة التحقيق، فسيفتح ذلك الباب أمام خطوات تصعيدية قانونية ضد الإدارة، تبدأ بإدانة شخصيات في فريق ترامب. وأشارت «واشنطن بوست» أيضاً أن مولر ينظر في شخصية مقربة لترامب وصاحبة نفوذ في البيت الأبيض ودورها في الاتصالات مع روسيا. ويعتقد أن هذه الشخصية هي صهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر الذي نصح ترامب بطرد كومي. وسيمثل مدير «أف بي آي» السابق أمام مجلس الشيوخ في جلسة علنية قريباً، في حين لم تعين الادارة بديلاً له بعد، بسبب وطأة التسريبات وإصرار الجمهوريين على شخصية تنال تأييد الديموقراطيين. ويتخوف الجمهوريون من تداعيات كل ذلك على حظوظ الحزب في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في 2018 واحتمال خسارتهم أمام مجلس النواب او الشيوخ. وستكون الانتخابات الاستثنائية في المقاطعة الرقم 6 في جورجيا في 20 حزيران (يونيو) المقبل، أول امتحان في هذا الاتجاه. وللمرة الأولى منذ ستة عقود يتقدم في الاستطلاعات في المقاطعة مرشح ديموقراطي هو مايكل أوسوف وذلك على منافسته الجمهورية كارول هانديل مستفيداً من نقمة الناخبين.