في حادث يرخي ظلالاً من القلق، قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 12 حزيران (يونيو) المقبل، أطلق مسلحون النار على مركز انتخابي للرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد في مدينة زاهدان جنوب شرقي البلاد، ما أسفر عن جرح ثلاثة أشخاص. ونجحت قوى الأمن في اعتقال منفذي الهجوم الثلاثة. ويأتي هذا الهجوم بعد ساعات على تفجير داخل مسجد في المدينة ذاتها الواقعة في محافظة سيستان بلوشستان المحاذية لباكستان وأفغانستان، اسفر عن مقتل 25 شخصاً وجرح 145. ورأت طهران في التفجير «بصمات» الولاياتالمتحدة وإسرائيل، معتبرة انه يستهدف اثارة «نزاع طائفي» والتأثير في نتائج الانتخابات. وذكرت قناة «العربية» الفضائية ان جماعة «جند الله» الايرانية المعارضة اعلنت مسؤوليتها عن التفجير. واوضحت القناة ان رجلا اتصل بها، وقال ان التفجير كان هجوما انتحاريا استهدف اجتماعا لقوات «الباسيج» الايرانية كان يعقد داخل المسجد لتنسيق الاستراتيجية الانتخابية. في غضون ذلك، اعتبر المرشح الإصلاحي للرئاسة مير حسين موسوي ان الحوار مع الولاياتالمتحدة «ليس محرماً»، ودعا الإدارة الأميركية الى رفع العقوبات المفروضة على بلاده، مؤكداً استعداده لإجراء محادثات حول الملف النووي مع الدول الست الكبرى. وقال محمد رضا زاهد شيخي مسؤول الحملة الانتخابية لأحمدي نجاد في محافظة سيستان بلوشستان، ان ثلاثة أشخاص ترجلوا من دراجات نارية أمام مكتب الحملة وسط زاهدان، وكالوا الشتائم والتهديدات للموجودين داخله ثم أمطروه بالرصاص، ما أسفر عن جرح اثنين من العاملين فيه وطفل، قبل ان يفروا. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن الشرطة اعتقلت المهاجمين. من جهة اخرى، قال جلال صياح نائب محافظ سيستان بلوشستان ان مفجري المسجد اول من امس«جندتهم أميركا وزودتهم تجهيزات في إحدى الدول المجاورة، ونفذوا العمل الإجرامي لإثارة نزاع طائفي، والتأثير في الانتخابات الرئاسية». واتهم وزير الداخلية الإيراني صادق محصولي «الأعداء الذين يحاولون التأثير في مجرى الانتخابات»، ب «الإرهاب»، وقال ان «عناصر الإرهاب ليسوا سنّة ولا شيعة، بل أميركيون وإسرائيليون يحاولون زرع الشقاق بين السنّة والشيعة». أما خطيب صلاة الجمعة في طهران أحمد خاتمي فاعتبر ان «بصمات اميرکا واسرائيل موجودة في هذا الحادث». وعلى صعيد الحملات الانتخابية قال موسوي المرشح الإصلاحي للرئاسة ان إجراء «محادثات مع الولاياتالمتحدة ليس أمراً محرّماً بالنسبة إليّ. إذا غيّرت أميركا فعلياًً سياستها حيال إيران، سنجري بالتأكيد محادثات معها». وأضاف في أول مؤتمر صحافي يعقده في حضور وسائل الإعلام الأجنبية: «كل سنة يجددون العقوبات على إيران ويضغطون على اقتصادها». واعتبر تعليق العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة العام 1995، «لفتة إيجابية» حيال بلاده ستساهم في ترطيب العلاقات بين الطرفين. وأشار الى انه «سيستأنف المحادثات النووية مع الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)» إذا انتُخب رئيساً، لكنه أكد رفضه «التخلي عن التكنولوجيا» النووية. وزاد: «ما سيتم التفاوض عليه هو السبل الواجب اعتمادها لضمان عدم تحويل برنامجنا النووي الى برنامج عسكري». وقال ان على إيران ان «تبني الثقة» لتأكيد أن برنامجها لن يصبح عسكرياً.