اتسع نطاق القصف الجوي المصري لأهداف في ليبيا، في أعقاب تورط إرهابيين بتنفيذ مذبحة المنيا التي استهدفت مسيحيين مصريين، ليشمل إلى جانب درنة، المطلة على الساحل الشرقي لليبيا، أهدافاً في منطقة الجفرة في وسط ليبيا، فضلاً عن قصف جوي استهدف «ممر السلفادور» في الجنوب أيضاً. وأكد مصدر مصري مسؤول أنه لا نية، ولا حتى بحث لمسألة التدخل البري في ليبيا، من دون أن يستبعد حصول «عمليات نوعية» كالتي حدثت في بداية العام 2015، بالتزامن مع قصف القوات الجوية المصرية أهدافاً في درنة، شرق ليبيا، في أعقاب ذبح تنظيم «داعش» أكثر من 20 مسيحياً مصرياً. ولفت المصدر إلى أن الضربات الجوية يرافقها جهد عسكري ضخم، من الاستطلاع والاستطلاع الإلكتروني وتأكيد المعلومات إلى تأمين خط سير المقاتلات لاكتشاف أي تهديدات والاستعداد لتنفيذ عملية إبرار، في حال حدوث أي مفاجآت، تشارك فيها القوات الخاصة، فيما يقوم الكوماندوس البحري بتأمين الضربة من اتجاه الساحل. وأشار المصدر إلى أن التدخل البري وإرسال قوات في مهمات قتالية خارج حدود الدولة يحتاج إلى إجراءات دستورية واضحة نصت عليها المادة 152 من الدستور، التي ألزمت الرئيس بأخذ رأي مجلس الدفاع الوطني وموافقة مجلس النواب بغالبية الثلثين، وهو أمر لا ينطبق على تنفيذ ضربات جوية أو عمليات نوعية خاطفة تستدعيها ضرورات الأمن القومي. وأشاد رئيس البرلمان المصري علي عبد العال «بالرد السريع للجيش المصري على هذه الأعمال الإجرامية»، بعد ورود معلومات أكدت أن مرتكبي هجوم المنيا وصلوا من الخارج وتم تعقبهم»، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي بات يدرك هوية الدول الداعمة للإرهاب، محذراً من عقوبات رادعة في انتظارها قريباً، إلى جانب خطوات ستتخذها مصر للرد على الجرائم التي تتعرض لها. في غضون ذلك، جرت أمس محادثات سياسية وعسكرية مصرية- روسية في القاهرة، برئاسة وزيري الخارجية والدفاع في البلدين، ضمن اجتماعات صيغة «2+2». وعقد وزير الخارجية المصري سامح شكري اجتماعاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أكد خلاله الوزيران الحرص على استئناف الطيران المباشر بين البلدين في أقرب فرصة ممكنة، ودعا لافروف إلى «اتخاذ إجراءات مشتركة مع مصر ضد الإرهاب». كما عقد وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي مع نظيره الروسي سيرغي شويغو جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية في المجال العسكري. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله الوزيرين الروسيين بحضور نظيريهما المصريين، عن حرص مصر على «تعزيز العلاقات الوثيقة التي تربطها بروسيا في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة»، مشيراً إلى أن التحديات التي يتعرض لها الشرق الأوسط تتطلب العمل على تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها واستعادة الاستقرار إلى المنطقة.