واصلت قوات الجيش والشرطة في مصر تعزيز انتشارها قرب الحدود الغربية مع ليبيا وفي المثلث الحدودي مع ليبيا والسودان، وكثفت من الطلعات الجوية لتمشيط المنطقة الحدودية، في وقت أكد مصدر مصري ل «الحياة» أن الجيش عازم على تطهير منطقة الحدود الغربية، بل أيضاً ضمان وجود «منطقة آمنة» تحول دون حدوث أي تسلل عبرها، لافتاً إلى أن تلك المنطقة الآمنة سيتم العمل على ضمانها عبر تعاون استخباري، ومن خلال التعاون مع الجيش الوطني الليبي لضمان أن تمتد إلى الجانب الآخر من الحدود أيضاً. وأفيد بأن مسألة تأمين الحدود ستكون حاضرة ضمن الجولة الجديدة من المشاورات المصرية- الروسية التي تنطلق اليوم في القاهرة، في إطار صيغة «2+2» بين وزيري خارجية ودفاع كل من البلدين. وستعقد محادثات منفصلة بين وزير الدفاع المصري صدقي صبحي ونظيره الروسي سيرغي شويغو، علماً أن موسكو أمدت القاهرة بمجسات وأجهزة تقنية متطورة لمراقبة الحدود، تُستخدم عند الحدود الغربية. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد بأن محادثات وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الروسي سيرغي لافروف من المقرر أن تتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، كما سيستعرضان القضايا والأزمات الإقليمية في سورية وليبيا واليمن والعراق والمواقف المصرية والروسية إزاءها، فضلاً عن تناول قضية الإرهاب في أعقاب الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها مصر وعواصم أوروبية. في غضون ذلك، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن بلاده عازمة على «مواصلة جهودها الدؤوبة للتصدي للإرهاب»، وذلك خلال اتصال تلقاه من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أعرب خلاله عن خالص تعازيه لمصر في ضحايا «الحادث الإرهابي الخسيس» الذي استهدف حافلة للمسيحيين في الصحراء الغربية كانت قاصدة دير الأنبا صموئيل، وأسفر عن مقتل 28 مسيحياً. وسلمت بعثة مصر الدائمة لدى الأممالمتحدة خطاباً إلى رئيس مجلس الأمن، أخطرت من خلاله المجلس بأن الضربات الجوية المصرية التي استهدفت مواقع التنظيمات الإرهابية في مدينة درنة شرق ليبيا، تأتي «اتساقاً مع المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة المعنية بالحق الشرعي في الدفاع عن النفس، ومع قرارات مجلس الأمن المعنية بمكافحة الإرهاب». وأطلع وزير الخارجية المصري نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، في اتصال هاتفي، على الضربات الجوية لمعاقل الإرهاب شرق ليبيا، مؤكداً توافر المعلومات والأدلة على تدريب العناصر الإرهابية المتورطة في حادث المنيا في تلك المعسكرات، إضافة إلى «تورطها في حوادث إرهابية أخرى وقعت في مصر أخيراً». ونقل بيان لوزارة الخارجية عن تيلرسون تضامن بلاده مع مصر حكومة وشعباً ومع أسر الضحايا في مواجهة الإرهاب، وتأييد الجهود المصرية في مكافحته، فضلاً عن استعدادها للتعاون مع مصر في هذا المجال معلوماتياً واستخبارياً وعسكرياً.