دعا رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في «تصريحات وبيانات مضللة ربما تنطوي على احتيال» لشركات تشجع الاستثمار في مشروع تطوير عقاري يخص الشركة العائلية لمستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واستناداً إلى تقرير بثته «رويترز» في 12 أيار (مايو)، طلب السناتور تشاك غراسلي وهو جمهوري من ولاية أيوا دراسة وعود قطعتها وكالة «تشياواي» الصينية للهجرة وصندوق الهجرة للولايات المتحدة لمستثمرين محتملين في الصين في إطار تسويق مشروع «وان جورنال سكوير» في جيرزي سيتي في ولاية نيو جيرزي. وأبلغ غراسلي وزارة الأمن الداخلي وهيئة الأوراق المالية والبورصات بمخاوفه في خطاب في 24 أيار الجاري نشره بعد ذلك على موقعه الإلكتروني. وتعاقد صندوق الهجرة ومقره مدينة جوبيتر في ولاية فلوريدا مع «تشياواي» ومقرها بكين، على تسويق مشروعات من بينها «وان جورنال سكوير» لمستثمرين محتملين من خلال برنامج «إي بي-5» للهجرة. ويتيح البرنامج للمستثمرين الأجانب المؤهلين فرصة الحصول على بطاقة إقامة دائمة في الولاياتالمتحدة في مقابل استثمار نصف مليون دولار على الأقل في مشروعات أميركية. وتعمل شركات كوشنر أيضاً مع مجموعة «كي آي بي آر» وهي صندوق استثمار مباشر في تطوير مشروع «وان جورنال سكوير» وفقاً لمعلومات تسويقية على موقع «تشياواي». ويسعى المطورون إلى جمع 150 مليون دولار توازي 15.4 في المئة من تمويل المشروع من خلال برنامج «إي بي-5». ولأن هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية تعتبر بعض الاستثمارات بموجب برنامج «إي بي-5» أوراقاً مالية، يتعين على الشركات والأفراد الذين يسوقون لمثل هذه الاستثمارات الالتزام بقوانين التعامل في الأوراق المالية الأميركية. ويتعين أن تلتزم خطط برنامج «إي بي-5» بقواعد الهجرة. وبموجب الخطوط الاسترشادية لخدمات الهجرة والجنسية الأميركية التابعة لوزارة الأمن الداخلي يتعين أن يغامر المستثمرون برأسمالهم في حين أن الحصول على بطاقة الإقامة لا يكون مضموناً. وقال ناطق باسم صندوق الهجرة للولايات المتحدة في رسالة بالبريد الإلكتروني رداً على طلب التعليق على خطاب غراسلي «تشياواي وصندوق الهجرة ملتزمان تماماً جميع القوانين المتعلقة ببيع الأوراق المالية لمستثمرين مهاجرين. هذه المزاعم زائفة تماماً ولا تدعمها أي حقائق». وكانت «رويترز» كشفت عن المواد التسويقية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها تلك الخاصة بمشروع «وان جورنال سكوير» والتي كانت تشير أحياناً إلى «ضمان» الحصول على بطاقة الإقامة و«أمان» الاستثمارات في خطة «إي بي-5». وبعد اتصال «رويترز» ب «تشياواي» للحصول على تعليق جرى حذف هذه العبارات. وحذفت «تشياواي» أيضاً عبارة «مدعوم من الحكومة» من موقعها الإلكتروني للترويج لمشروع «وان جورنال سكوير». وكتب غراسلي الذي يدعو منذ فترة طويلة إلى إصلاح برنامج «إي بي-5» يقول: «من القواعد الأساسية لبرنامج إي بي-5 أن يظل استثمار المتقدم بالطلب عرضة للخطر حتى انتهاء البت في طلب الإقامة الدائمة وأن الاستثمار المضمون لا يفي بشرط أساسي من شروط البرنامج، فإذا كانت تشياواي تضمن الاستثمار فإن دائرة خدمة الهجرة والجنسية يجب أن ترفضه». وتابع خطاب غراسلي أن تأكيدات «تشياواي» للمستثمرين أن بطاقات الإقامة الدائمة مضمونة وأن استثماراتهم آمنة تنتهك القوانين الأميركية في ما يبدو. ورفضت شركات كوشنر وهيئة الأوراق والمالية والبورصة التعليق ولم ترد «تشياواي» و«كي آي بي آر غروب» ووزارة الأمن الداخلي على طلبات للتعليق في مطلع الأسبوع. ويمثل المستثمرون الصينيون حوالى 80 في المئة من المستفيدين من حوالى عشرة آلاف تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة يصدرها برنامج «إي بي-5» سنوياً.