استبعد كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الفرنسي الدكتور جون أسفاكياناكيس دخول أي مستثمرين سعوديين في منافسة على شراء حصة في شركة النفط البريطانية المتعثرة "بريتش بتروليوم" خاصة وأن الشركة البريطانية لم تعلن رغبتها في بيع حصص فيها. وأوضح أسفاكياناكيس في تعليقه ل"الوطن" على الزيارة التي أجراها الرئيس التنفيذي للشركة الشهيرة باسم "بي.بي" توني هيوارد مع مسؤولين في الإمارات بأنها محاولة لطمأنة الأسواق المالية بأن الشركة تتلقى دعما من الصناديق السيادية في الخليج. وأضاف: "كل ما تريده الشركة هو جعل المضاربين يتجهون لشراء أسهمها ظنا منهم بأن المستثمرين في الإمارات قد يشاركون بحصص في الشركة، وهذا سيرفع من قيمة السهم وبالتالي من قيمة حصة للشركة إذا أرادت بيعها". ولم يظهر أي إعلان من المستثمرين في المملكة بوجود أي نية للتفاوض مع بي بي فيما يتعلق بشراء حصص لها إلا أن أنباء ترددت بوجود وفد سعودي ينوي السفر إلى لندن لشراء حصة بسيطة في الشركة. وقال كبير الاقتصاديين: إن قطر قد تكون المحطة التالية لمسؤولي بي بي، ولكنه لا يتصور أن تتم أي صفقة هناك خاصة وأن قطر لم تعلن عن رغبتها بشراء حصة في الشركة البريطانية. وأضاف: "لا أظن أن الكويت ستكون مهتمة في شراء حصة نظرا لأن الكويت كانت لها علاقة استثمارية مع "بي بي" في الماضي، ولكنها لم تستمر على نحو جيد". ولا توجد في المملكة صناديق سيادية فيما تنشط الصناديق السيادية الخليجية حاليا في الاستحواذ على شركات أجنبية مثل صندوق قطر السيادي الذي اشترى العديد من الحصص في العامين الماضيين ومن بينها استحواذه الأخير هذا العام على متاجر "هاردوز" من الملياردير المصري محمد الفايد. وقالت وكالة رويترز إن الرئيس التنفيذي لشركة بي بي هيوارد عرض خيارات على جهاز أبوظبي للاستثمار خلال اجتماع في أبوظبي أمس، فيما ناقش امتيازات الشركة مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك). ونقلت وكالة رويترز عن هيوارد قوله إنه جاء إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لزيارة مساهمين في الشركة. وأضاف: "نحن هنا للتحدث مع مساهمينا الحاليين". إلا أن الوكالة نقلت تأكيدات مسؤول إماراتي أن هيوارد جاء للقاء مسؤولي جهاز الاستثمار إضافة إلى أدنوك. وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته: إن زيارة هيوارد كانت مقررة وتهدف بشكل رئيسي لمناقشة امتيازات بي.بي مع شركة (أدنوك). وجاءت تصريحات المسؤول الإماراتي في ظل تنامي التكهنات بشأن شراء صندوق ثروة سيادية في الشرق الأوسط أو آسيا حصة في بي.بي لحمايتها من عروض استحواذ ولدفع التكلفة المتنامية لجهود احتواء أسوأ كارثة تسرب نفطي في تاريخ الولاياتالمتحدة. وقال ميك ميلز مدير التداول الإلكتروني في أي.تي.إكس كابيتال في لندن: إن "وجود الرئيس التنفيذي في أبوظبي لإجراء محادثات مع صندوق الثروة السيادية بهدف الحصول على بعض الاستثمارات يجعل الإقبال في السوق على سهم بي.بي غير مفاجئ ". وقفز سهم بي.بي الذي يشهد بالفعل صعودا في الآونة الأخيرة بواقع 9% في تعاملات نيويورك وسجل أعلى مستوى له منذ 21 يونيو في بورصة لندن أمس مرتفعا بنسبة 3.8% إلى 358.8 بنسا. وقالت بي.بي: إنها لا تعتزم إصدار أسهم جديدة لأي أحد لكن مصرفيين يقولون: إن الشركة بدأت برامج تسويقية لتشجيع مستثمرين على شراء سهمها الذي هوى بمقدار النصف منذ انفجار بئر تابعة للشركة في خليج المكسيك في 20 أبريل. وقال متحدث باسم بي.بي لصحيفة ذا ناشونال الإماراتية: "ليس الأمر وكأنه يسافر حول العالم بوعاء للتسول ليطلب مساهمات في رأس المال". وتابع: "لا نجهز لإصدار أسهم لكننا مهتمون بأن يقدر الناس قيمة أسهم بي.بي". ويتمحور اجتماع هيوارد في أبوظبي حول امتياز نفطي يرجع تاريخه إلى عام 1939 ومن المقرر انقضاء أجله في 2014. وتمتلك بي.بي حصة أقلية في شركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو). وتجري محادثات غير رسمية بشأن تجديد الامتياز بين سلطات أبوظبي والشركات المشاركة في الامتياز منذ سنوات. وتتولى أدكو إنتاج النفط البري في أبوظبي. وتمتلك الإمارة معظم الاحتياطيات النفطية في الإمارات. وتمتلك شركة (أدنوك) التي تسيطر عليها الدولة حصة أغلبية تبلغ 60% في الامتياز في حين تمتلك بي.بي ورويال داتش شل وتوتال واكسون موبيل حصة 9.5% لكل منها. وقال مصدر إماراتي أمس: إن مسؤولين تنفيذيين في بي.بي أجروا محادثات مع عدد من صناديق الثروة السيادية في أبوظبي والكويت وقطر بالإضافة إلى صندوق في سنغافورة بحثا عن شريك استراتيجي لمساعدتها في تجنب الاستحواذ عليها. وتمتلك عدة صناديق سيادية بالفعل حصصا في بي.بي. وتمتلك كل من النرويج والكويت حصة تبلغ 1.8% في حين تمتلك الصين 1.1% وتمتلك سنغافورة 0.7% وفقا لبيانات تومسون رويترز. في سياق متصل قال المسؤول الأمريكي الذي يشرف على التعامل مع الكارثة: إن عملية حفر بئر التنفيس بهدف وقف التسرب تسبق الجدول الزمني المحدد لها بأسبوع. وقال الضابط المتقاعد في حرس السواحل الأمريكي الأدميرال ثاد الن للصحفيين في هيوستون أول من أمس: إن فرق العمل مازالت تسعى لإتمام حفر بئري تنفيسية في منتصف أغسطس ونفى تكهنات باحتمال أن يؤدي حفر إحدى البئرين إلى وقف التسرب في يوليو. وتمكنت سفينة ثالثة تسعى لمضاعفة قدرة بي.بي على جمع النفط المتسرب إلى 53 ألف برميل يوميا من حوالي 25 ألفا في الوقت الراهن من الرسو جزئيا في موقع التسرب بالرغم من أن سوء الأحوال الجوية يعرقل جهود إتمام المهمة. وتفاوتت بشكل كبير تقديرات حجم التسرب وتصل أقصاها إلى 100 ألف برميل يوميا.