في أحدث دليل على تصاعد القلق الأميركي من تطور البرامج الصاروخية والنووية لكوريا الشمالية، أبلغ مدير وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية الجنرال فينسنت ستيوارت مجلس الشيوخ في واشنطن أن بيونغيانغ «ماضية، إذا لم يكبح جماحها، في طريق امتلاك صاروخ قادر على حمل سلاح نووي، ويستطيع ضرب الولاياتالمتحدة». وألح مشرعون أميركيون على ستيوارت ومدير الاستخبارات القومية دان كوتس لتقدير المدة التي تفصل كوريا الشمالية عن امتلاك صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على بلوغ الولاياتالمتحدة. لكن المسؤولين رفضا تقدير المدة محددة بحجة أنه سيكشف مدى دراية واشنطن بقدرات كوريا الشمالية. وقال ستيوارت: «يستحيل تقريباً توقع متى ستحصل بيونغيانغ على هذه القدرة، لكن الطريق التي تسلكها تجعل حيازتها هذه القدرة أمراً محتماً». في نيويورك، تصدت الصين للتوقعات بقرب التوصل إلى توافق في مجلس الأمن بضغط أميركي على فرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية، إذ دعا سفيرها لدى الأممالمتحدة لوي جيي، بعدما خرج من جلسة مشاورات مغلقة عقِدت لبحث الانتهاكات المتكررة لكوريا الشمالية لقراراتها عبر مواصلة تجاربها الباليستية، إلى «خفض التوتر وتخفيف وتيرة التصعيد، والسعي إلى نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية من خلال الحوار الذي يتطلب إرادة سياسية». وأكد جيي أن بلاده تعتبر «تطبيق كل عقوبات مجلس الأمن على كوريا الشمالية أولوية، لكننا حريصون أيضاً على خفض التوتر والحوار»، علماً أن السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هايلي لمّحت الأسبوع الماضي إلى أن الصين «أوقفت انخراطها» في بحث تشديد العقوبات على كوريا الشمالية. وصرح رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري سفير الأوروغواي إيبيو روسيللي بعد الجلسة أن المجلس «مجمع على ضرورة وقف كوريا الشمالية تجاربها الباليستية التي تهدف إلى رفع قدراتها العسكرية»، من دون أن يوضح إذا كان المجلس يبحث مشروع قرار ينص على فرض عقوبات جديدة أم لا. لكن روسيللي أشار إلى أن التوصل إلى تفاهم في المجلس «يتطلب إرادة معينة»، في إشارة إلى ضرورة توافق الولاياتالمتحدةوالصين قبل الانتقال إلى تبني المجلس إجراءات إضافية. وكان المجلس دان في بيان أصدره الاثنين إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً جديداً، مؤكداً استعداده لفرض إجراءات إضافية عليها، من دون تحديد إطار زمني لذلك. وفي بكين، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي بعد لقائه وزير الخارجية الألماني زيغمار جابرييل على أن بلاده «تفي فعلاً بكل التزاماتها في ما يتعلق بالعقوبات»، مشدداً على أنه «ليس من حق أحد أن يجلب الفوضى إلى شبه الجزيرة الكورية، ومن يفعل ذلك سيتحمل المسؤولية». والثلثاء، أطلق الجيش الكوري الجنوبي طلقات تحذير على جسم مجهول حلق عبر الحدود من كوريا الشمالية، ثم رجح أمس أن يكون هذا الجسم منطاداً حمل منشورات دعائية، وليس طائرة بلا طيار. إلى ذلك، أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الفيليبيني رودريغو دوتيرتي أن واشنطن أرسلت غواصتين تعملان بالطاقة النووية إلى مياه قبالة شبه الجزيرة الكورية. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن نص محادثة هاتفية أجريت بين الرئيسين في 29 نيسان (أبريل) الماضي أن ترامب أبلغ دوتيرتي أن واشنطن تملك «قوة نيران كبيرة هناك، لكننا لا نريد استخدام الغواصتين النوويتين على الإطلاق».