اعتبرت نانسي بيلوسي، زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب الأميركي، أن الرئيس دونالد ترامب جعل نفسه «شخصية هشة جداً»، بعدما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب أبلغ مسؤولين روساً أن إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي خفّفت «ضغوطاً هائلة» كان يواجهها في تحقيق حول صلات محتملة لحملته بموسكو واتهامات بتدخلها في انتخابات الرئاسة. وتطرّقت بيلوسي إلى معلومات أفادت بأن ترامب كان طالب كومي بوقف تحقيق في شأن اتصالات المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين بالسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك، ما قد يُعتبر محاولة لعرقلة تحقيق المكتب، قائلة: «أعتقد بأن الرئيس شخصية هشة جداً في مسألة فلين. وإذا كان طلب من كومي (وقف التحقيق في شأن) فلين، المرء لا يفعل ذلك». ويطالب ديموقراطيون في مجلس النواب وجماعات ليبرالية بعزل ترامب، لكن بيلوسي شددت على أنها لا تشجع هذا الكلام، ولا تمتنع عن تشجعيه، مضيفة: «لا أُحفّز أي حديث عن العزل. لكن الأعضاء (في المجلس) سيفعلون ما سيفعلونه، ويعتقد ناخبوهم بأن سلوك الرئيس مروّع». وتساءلت عن أهلية ترامب لتولي الرئاسة، وتابعت: «دونالد ترامب هو الشخص الذي سيعزل دونالد ترامب». وأردفت: «كل يوم يقدّم لنا الرئيس سبباً أكثر للاعتقاد بأنه لا يحترم المنصب الذي يتولاه. هذا تصريح مثير للسخرية، ويرفع الروس مرة أخرى إلى مرتبة كاتمي أسراره، على حساب نظام العدالة في بلادنا». في السياق ذاته، أعلنت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن كومي وافق على الإدلاء بشهادته أمام اللجنة، في جلسة استماع علنية. ونقلت «نيويورك تايمز» عن وثيقة تلاها عليها مسؤول أميركي، أن ترامب قال لمسؤولين روس في البيت الأبيض: «أقلتُ للتوّ مدير أف بي آي. كان مجنوناً، واجهت ضغوطاً هائلة بسبب روسيا، أُزيحت الآن». وكان ترامب التقى في البيت الأبيض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وكيسلياك، في اليوم التالي لإقالته كومي. وأشارت الصحيفة إلى أن الوثيقة هي ملاحظات دُوِّنت في المكتب البيضاوي، لكن لافروف أكد أمس انه «لم يناقش إطلاقاً» هذه المسألة مع ترامب. وعلّق الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر على تقرير «نيويورك تايمز» قائلاً أن كومي سعى إلى «تسييس التحقيق في تصرّفات روسيا، ما أوجد ضغطاً غير ضروري على قدرتنا في التواصل والتفاوض معها». واستدرك أن «التحقيق كان سيستمر عفي أي حال، وبالطبع فإن إقالة كومي لم تكن لتوقفه». في الإطار ذاته، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن السلطات تجري تحقيقاً في شأن مستشار بارز للبيت الأبيض، يُعتبر مقرباً من ترامب، لصلات محتملة بين الحملة الانتخابية للرئيس وروسيا. وعلّق سبايسر على التقرير مشدداً على أن «تحقيقاً مستفيضاً سيؤكد أن أي تواطؤ لم يحدث بين حملته (ترامب) وأي كيان أجنبي». تزامن ذلك مع استطلاع أعدته وكالة «رويترز» ومعهد البحوث «إيبسوس»، أظهر أن شعبية ترامب تراجعت لأدنى مستوى لها منذ تنصيبه، بعد اتهامه بإساءة التعامل مع معلومات سرية والتدخل في تحقيق «أف بي آي» حول روسيا. وأشار الاستطلاع إلى أن 38 في المئة من الأميركيين يؤيّدون ترامب، فيما يعارضه 56 في المئة. وارتفع استياء الجمهوريين من الرئيس، من 16 في المئة قبل أسبوع إلى 23 في المئة في الاستطلاع الأخير. على صعيد آخر، قرر ترامب إبقاء رئيس الأركان الجنرال جوزيف دانفورد في منصب أبرز مستشاريه العسكريين، لولاية ثانية تستمر لسنتين