انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشدة أمس، حملة ضده في شأن علاقته مع روسيا واعتبرها تعسفية، مستخدماً عبارة بالإنكليزية تعني تعقب أحدهم مع حكم مسبق ضده بسبب اختلاف في الآراء معه. أتى ذلك في تغريدة على «تويتر» رداً على قرار وزارة العدل الأميركية تعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي روبرت مولر، مستشاراً خاصاً للتحقيق في «تدخل روسي» في الحملة الرئاسية الأميركية وفي تواطؤ محتمل بين فريق ترامب وموسكو. وكتب ترامب: «إنها أضخم عملية صيد ساحرات في تاريخ أميركا تستهدف رجل سياسة»، في إشارة إلى تظلمه من تكليف مولر قيادة تحقيق «أف بي آي»، الذي بدأه في تموز (يوليو) الماضي جيمس كومي قبل أن يعزله الرئيس من منصبه الأسبوع الماضي. وواصل الجانب الروسي سعيه إلى دحض تقارير عن تلقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلومات سرية من الرئيس الأميركي خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض. وأبلغ لافروف صحافيين أمس، أنه لا يرى «سراً» في معلومات أميركية تتعلق بتهديدات أمنية واضحة من تنظيم «داعش»، كالتي قيل أنه تبلغها من ترامب. وقال الوزير الروسي: «بقدر ما أستطيع أن أتذكر، ربما منذ شهر أو اثنين، أصدرت إدارة ترامب حظراً على أجهزة الكومبيوتر المحمول من سبع دول في الشرق الأوسط، وكان ذلك متصلاً مباشرة بتهديد إرهابي». وزاد: «إذا كنتم تتحدثون عن ذلك فلا أرى فيه أي سر». وبعد تقارير نشرتها «واشنطن بوست» و «نيويورك تايمز» نقلاً عن مصادر أميركية لم تسمها، أفادت «رويترز» أمس، بأن مسؤولين أميركيين مطلعين، حاليين وسابقين، أبلغوها أن مايكل فلين ومستشارين آخرين في حملة ترامب «كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين، وذلك عبر ما لا يقل عن 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الشهور السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي في 2016». وأشارت الوكالة إلى أن هذه الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها، تشكل جزءاً من ملف في هذا الشأن يراجعه «أف بي آي» وأعضاء في الكونغرس. وذكر ثلاثة مسؤولين حاليين وسابقين أن ستة من الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها، كانت اتصالات هاتفية بين السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسيلياك ومستشارين لترامب، ومن بينهم فلين، أول مستشار للأمن القومي عينه الرئيس الأميركي قبل أن يطلب منه الاستقالة. وقال أربعة مسؤولين حاليين، إن الاتصالات بين فلين وكيسيلياك تكثفت بعد فوز ترامب إذ «بحثا إقامة قناة اتصال خلفية» بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وذلك لتفادي بيروقراطية الأمن القومي الأميركي والتي اعتبرها الجانبان عقبة أمام تحسين العلاقات. وكان البيت الأبيض نفى اتصالات مع مسؤولين روس خلال الحملة الانتخابية، ثم عاد مستشاروه واعترفوا بأربعة لقاءات مع كيسيلياك. وعلى رغم اعتراف المصادر الأميركية بأن لا دليل على ارتكاب مخالفات أو تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا فإن الكشف عن اتصالات قد يزيد الضغط على البيت الأبيض ليزود «أف بي آي» سجلاً مفصلاً بالاتصالات مع مسؤولين روس وآخرين لهم علاقات بالكرملين. وأبلغ المسؤولون «رويترز» أن الاتصالات ال18 سواء عبر الهاتف أو بالرسائل الإلكترونية، جرت بين نيسان (أبريل) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2016، في وقت أقدم قراصنة على اختراق موقع الحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، الأمر الذي اعتبرته الاستخبارات الأميركية جزءاً من حملة للكرملين لإضعاف الثقة في التصويت والتأثير في نتيجة الانتخابات لمصلحة ترامب. وقالت المصادر إن الاتصالات ركزت على إصلاح العلاقات الأميركية- الروسية في المجال الاقتصادي بعد عقوبات فرضتها واشنطن على موسكو، كما تركزت على التعاون في قتال تنظيم «داعش» في سورية واحتواء «نزوع الصين إلى الهيمنة». وطلب أعضاء لجنتي الاستخبارات في مجلسي الشيوخ والنواب من الأجهزة الأميركية مراجعة نصوص الاتصالات والرسائل المذكورة.