التقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في عمان أمس السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي التي زارت الأردن في إطار جولة لها شملت تركيا أيضاً. واستعرض الملك مع هايلي التحديات والأعباء التي يواجهها الأردن نتيجة استضافة حوالى 1.3 مليون لاجئ سوري. وكانت واشنطن تعهدت تقديم نحو 1.3 بليون دولار مساعدات مالية للأردن لعام 2017 من ضمنها مبالغ مخصصة لخدمة المجتمعات المحلية التي تستضيف اللاجئين. وقبل لقاء الملك، زارت هايلي مخيم الزعتري (شمال الأردن). وقالت مصادر في «مفوضية شؤون اللاجئين» في الأردن ل «الحياة» أن الزيارة كانت بدافع الوقوف والاطلاع على أحوال اللاجئين السوريين في الأردن، والتي تصنف الثانية عالمياً في استضافة اللاجئين مقارنة بعدد السكان. وأوضحت المصادر أن هايلي التقت خلال زيارتها المخيم بممثلين عن منظمات الأممالمتحدة في الأردن وممثلين عن السلطات الأردنية حيث استمعت لشرح مفصل عن كل ما قدم من خدمات للاجئين داخل المخيمات وخارجها وماهية التحديات والصعوبات وأثار نقص التمويل على اللاجئين وعلى المجتمع المضيف. وقامت هايلي بزيارة بعض المرافق في المخيم وأيضاً زيارة أسر سورية داخل مخيم الزعتري الذي يضم حوالى 80 ألف لاجئ سوري وهو أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن. ووسط مصابين من كل الأعمار، بعضهم تلف الضمادات جمجمته أو فكه أو قدمه، كان لاجئ سوري شاب في أحد المحال في ذلك المخيم المترامي الأطراف الصحراوي يحدق في صندوق أسود لمسح قزحية العين للتعرف إليه، قبل أن يعيد شحن بطاقته المخصصة لشراء الأطعمة من ذلك المحل، فيما كانت هايلي تراقبه باهتمام من على بعد مسافة قريبة. فتقنية مسح القزحية هي إحدى محاولات تقليص الفساد وحسن استخدام المعونة الأميركية البالغة قيمتها 6.5 بليون دولار لمساعدة المدنيين السوريين المتضررين من الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات ، بحسب تقرير لوكالة اسوشيتد برس من مخيم الزعتري. ووعدت هايلي بزيادة المساعدات المالية الأميركية قائلة: «نحن المانح الرقم واحد خلال هذه الأزمة، وهذا لن يتوقف. نحن لن نتوقف عن إعطاء مساعدات. وحقيقة أنني هنا يظهر أننا نريد أن نتعرف إلى ما ينبغي علينا القيام به». وهذه هي أول جولة خارجية تقوم بها هايلي مذ عينت سفيرة لأميركا في الأممالمتحدة. وهي تهدف إلى التعرف إلى أوضاع اللاجئين السوريين في دول الجوار، البالغ عددهم نحو 5 ملايين لاجئ. وخلال زيارتها قرب معبر الرمثا الحدودي، صعدت هايلي إلى عربة تحمل أطعمة ومساعدات وتفقدت صناديق من التونة واللحوم والخضراوات المعلبة وكانت العربة جزءاً من 19 عربة أخرى في إطار قافلة متجهة إلى عناصر المعارضة السورية محملة بإمدادات من وكالات الأممالمتحدة ومن الولاياتالمتحدة الأميركية. وقالت هايلي أمام عدد من اللاجئين أن «أميركا تقف معكم»، وذلك في رسالة طمأنة بعدما أعلنت الإدارة الأميركية اعتزامها تخفيض حجم المساعدات للاجئين السوريين وذلك في إطار خطة تقليص الدعم الأميركي للأمم المتحدة ووكالاتها المختصّة.