تطوعت شابات سعوديات لنشر الوعي بمسببات الغرق في الشواطئ وطرق تفاديها، بعد سنوات شهدت غرق مئات السعوديين والمقيمين في شواطئ الخليج العربي والبحر الأحمر، غالبيتهم من النساء والأطفال. ظهرت اللجنة النسائية للسلامة البحرية في العام 2010، منطلقة من المنطقة الشرقية، التي شهدت شواطئها في النصف الأول من ذلك العام حوالى 200 حالة غرق، ولكن نشاطها سرعان ما انتقل إلى غرب البلاد، وتحديداً مدينة جدة، قبل أن تنشط في الرياض ومدن أخرى، لا تحوي شواطئ، ولكن معظم ضحايا حوادث الغرق في الغرب والشرق كان يأتون من العاصمة السعودية ومدن أخرى وسط البلاد. وتعمل اللجنة التي تأسست في آذار (مارس) 2010، تحت مظلة المديرية العامة لحرس الحدود، وترأسها الأميرة مشاعل بنت عبد المحسن بن جلوي، وهي أول لجنة تطوعية نسائية في السعودية وتضم طبيبات، ومهندسات، واختصاصيات اجتماعيات، ومرشدات، وأيضاً كاتبات وإعلاميات، ويتجاوز عددهن مئة متطوعة حتى العام 2016. وتسعى اللجنة إلى رفع درجة الوعي بجوانب السلامة البحرية المختلفة، وتستهدف خصوصاً شريحة النساء والأطفال، وتوعية مرتادي البحر بأهمية الالتزام في التعليمات والتقيد بها، والتعريف برقم حرس الحدود الخاص بالطوارئ 994. وتدرب اللجنة النساء والطالبات على كيفية التصرف عند حدوث حالات الغرق، وتقيم الندوات والمحاضرات التوعوية، وتستفيد من المناسبات المختلفة للقيام بحملات السلامة البحرية، إضافة إلى التركيز على أهمية تعلم السباحة منذ الصغر، والتوعية بخطوات الإسعافات الأولية التي تساعد في الإنقاذ، إلى جانب التعريف بأهمية المحافظة على نظافة البيئة البحرية والشاطئية، والكائنات البحرية. وأعلنت رئيسة لجنة السلامة البحرية بعد عام من التأسيس، أن «البرامج التوعوية التي قامت بها اللجنة إلى جانب العمل الميداني لدوريات حرس الحدود البحرية أسهمت في شكل كبير في تقليص أعداد الوفيات والإصابات نتيجة الحوادث البحرية المختلفة خلال العام الماضي إلى أكثر من 60 في المئة». وقالت في أيار (مايو) 2012، إن «النشاطات التوعوية قلصت حالات الغرق، إذ لم تسجل مراكز حرس الحدود في الشرقية أي حالة غرق منذ مطلع هذا العام». وأظهرت إحصاءات حرس الحدود أن معظم من يتعرض إلى الغرق في المنطقة الشرقية كانوا من خارجها، ولذلك بدأت اللجنة في نشر ثقافة الوعي في جميع المناطق حتى لو لم تكن ساحلية. ففي 2013 أطلقت اللجنة أول نشاطاتها التوعوية في محافظة الأحساء. ولاحقاً تجاوزت نشاطات اللجنة حدود الشرقية، وأطلقت أولى فاعلياتها في جدة في العام 2014، وأعلنت عضو اللجنة حنان أبو بشيت أن حالات الغرق في شواطئ الشرقية في العام الماضي بلغت خمس فقط، بينما كانت تصل إلى أكثر من 30 في الأعوام الماضية. وتشارك اللجنة في المهرجانات التي تقام في البلاد، وخصوصاً «الجنادرية»، لتقديم التوعية للزوار من خلال لوحات إرشادية عدة خصصت للتوعية بمخاطر البحر. وأيضاً شاركت في فاعليات أسبوع حرس الحدود الخليجي، واليوم العالمي للهلال الأحمر، وكُرمت من هيئة الهلال الأحمر السعودي في المنطقه الشرقية، ومن المعرض الوطني لجهود التطوع 2016 الذي نظمته جمعية العمل التطوعي. وأعلنت اللجنة أن عدد المستفيدات من أنشطتها في الشرقية خلال العام 1435ه، تجاوز 38 ألف مستفيدة من مختلف شرائح المجتمع. وقالت نائبة رئيسة اللجنة الدكتورة آلاء الدبيكل في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن «اللجنة استقطبت 50 عضواً من المتطوعات السعوديات وغير السعوديات على مستوى المملكة، ممن لديهن الخبرة في المجال التثقيفي والتوعوي في تنفيذ البرامج والمحاضرات». يُذكر أن الغرق يُعد ثالث أهم أسباب الوفيات الناتجة عن الإصابات غير المتعمدة في جميع أنحاء العالم، وتشكل نسبته سبعة في المئة من إجمالي الحوداث، وفي كل عام تحدث أكثر من 372 ألف حال غرق بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.