مع دخول موسم الصيف والإجازات، ترتفع الرغبة في معانقة مياه البحر والاستمتاع بالسباحة بين أمواجه العذبة والجذابة بزرقتها المتوهجة تحت أشعة الشمس. وتصعب مقاومة تلك الأجواء من المتنزهين على شواطئ السعودية، التي تحتضن ضفتين من مياه الخليج العربي والبحر الأحمر. ومحبو الرحلات البحرية لا يقاومون تلك المياه، ولا سيما إذا كانوا بجوارها لا تفصلها عنهم سوى خطوات قليلة. ما يدفعهم إلى تلبية نداء المغامرة والعوم فيها للمتعة وقضاء وقت جميل بين جنباتها، لكن البحر معروف بغدره أيضاً فقد يلتهمهم فجأة ويحيلهم غرقى، في وقت ربما لن يستطيع أحد تقديم المساعدة لهم. وفي هذا الشأن، يبدو دور حرس الحدود وخفر السواحل ظاهراً، إذ دأب على تقديم التوعية المجتمعية بأهمية السلامة البحرية، وذلك عبر فاعليات أسبوع حرس الحدود وخفر السواحل الخليجي السنوي، مستهدفاً شرائح المجتمع كافة في مختلف مراحلهم العمرية، حرصاً على سلامتهم أثناء وجودهم في البحر أو على الشواطئ. وأكد الناطق الرسمي لحرس الحدود العقيد بحري ركن ساهر الحربي أن حرس الحدود «يحرص، مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي، على إقامة أسبوع خليجي سنوي يركز على التوعية بالسلامة البحرية لمرتادي الشواطئ في المملكة العربية السعودية في مناطق عدة، وكان عنوان الفاعلية هذا العام: «اسأل قبل أن تبحر». وقال: «يتم التركيز على خدمات البحث والإنقاذ الإنسانية، التي يقدمها حرس الحدود، قبل أن تكون مهمة وواجباً وطنياً، وزرع روح التعاون المتبادل بين أفراد المجتمع من جهة، ورجال حرس الحدود من جهة أخرى، لتحقيق أعلى معدلات السلامة». وأضاف الحربي: «تشمل الفاعلية معارض ونشاطات ومسابقات تثقيفية ومحاضرات توعية لطلاب المدارس بجميع مراحلها، وكذلك في الجامعات والدوائر الحكومية والمجمعات التجارية والأسواق، لتعريف المجتمع بمسؤوليته الاجتماعية وتوعية أفراده وتعريفهم بأهمية السلامة البحرية، وإرشادهم إلى المواقع المسموح فيها بالسباحة والغوص». ولم تقتصر فاعلية التوعية على الرجال فحسب، بل شاركت فيها النساء أيضاً، إذ شكلت لجنة نسائية للسلامة البحرية، تحت مظلة وزارة الداخلية، في مطلع 2010، وهي أول لجنة نسائية تطوعية في المملكة، وتعمل فيها أكثر من 100 متطوعة. وعن أهداف اللجنة، قالت نائب الرئيسة مي السعد: «تتمثل الأهداف برفع درجة الوعي لدى المواطن والمقيم بجوانب السلامة البحرية المختلفة، وخصوصاً شريحة النساء والأطفال، وتوعية مرتادي البحر بأهمية الالتزام بتعليمات حرس الحدود والتقيد بها، والتعريف برقم حرس الحدود الخاص بالطوارئ 994، فضلاً عن تدريب النساء والطالبات على كيفية التصرف عند حدوث حالات الغرق، وإقامة الندوات والمحاضرات التوعوية، والاستفادة من المناسبات المختلفة للقيام بحملات السلامة البحرية، إضافة إلى التركيز على أهمية تعلم السباحة منذ الصغر، والتوعية بخطوات الإسعافات الأولية التي تساعد في الإنقاذ، إلى جانب التعريف بأهمية المحافظة على نظافة البيئة البحرية والشاطئية، والكائنات البحرية». وأشارت الناطقة باسم اللجنة إلى تزامن إقامة أسبوع الحدود التوعوي في مناطق عدة من المملكة، مثل الشرقية والغربية، فضلاً عن دول الخليج العربية، لافتة إلى تميز دورة هذا العام بتخصيص برامج توعوية للطفل عبر الرسوم والمسرح وشخصيات كرتونية ومسابقات للطفل والأم، فيما يتوجه العزم في الدورة القادمة إلى تكثيف برامج اللجنة النسائية وأسبوع حرس الحدود. ولفتت السعد، في حديثها إلى «الحياة»، إلى زيادة الإقبال على فاعليات الأسبوع في دورته الرابعة، مقارنة بالأعوام السابقة، مرجعة السبب إلى وعي المجتمع بأهمية السلامة البحرية، فيما نوهت بالدور الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي في تعريف المجتمع بنشاطات سلاح الحدود واللجنة النسائية عبر «سنابشات» الأمن العام، وعبر «تويتر». وأهابت السعد بسيدات المجتمع السعودي، سواء مواطنات أم مقيمات، أن يبادرن إلى الانضمام إلى اللجنة والتطوع في أعمالها، من خلال زيارة موقع اللجنة الإلكتروني WWW.WMS994.COM مبينة أن انشطتها متنوعة، إذ سبق أن شاركت اللجنة في مهرجان الجنادرية، كما أصدرت كتيبات موجهة إلى المرأة والطفل. يذكر أن أسبوع حرس الحدود وخفر السواحل الخليجي شمل ستة أجنحة، هي: معدات وتجهيزات البحث والإنقاذ، وجناح لجنة السلامة البحرية والنسائية، وجناح الشؤون الطبية، ومطبوعات التوعية والسلامة البحرية، ومركز تنسيق عمليات البحث والإنقاذ البحري، ووسائط بحرية في حرس الحدود، إضافة إلى المسرح الذي تضمن عروضاً تثقيفية وإسعافية، مثل عملية إنعاش القلب الأولية، ومسابقات خصصت لها جوائز وهدايا عينية؛ كشاشات «سي دي» وأجهزة «آيفون» ورحلة عمرة إلى مكةالمكرمة ذهاباً وإياباً، كما شملت الفاعلية بثاً تلفزيونياً «ست شاشات» عبارة عن حلقات توعوية تتناول خطوات السباحة الآمنة والحفاظ على سلامة الأفراد من أخطار البحر والشواطئ، وكذلك الوقاية من حوادث الغرق، وكيفية انتشال الغريق في البحر بطرق صحيحة متفق عليها عالمياً.