سمحت محكمة إسرائيلية في القدس بالنشر أمس عن أن النيابة العامة قدمت أمامها لائحة اتهام ضد شابيْن فلسطينيين من المدينةالمحتلة ينتميان إلى الذراع العسكرية في حركة «حماس» اعتقلهما جهاز المخابرات الإسرائيلي (شاباك) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بداعي تخطيطهما ل «عمليات إرهابية»، بينها تنفيذ هجوم صاروخي على استاد «تيدي» لكرة القدم في منطقة المالحة في القدس أثناء مباراة لفريق «بيتار القدس» من دوري الدرجة الأولى. ومددت المحكمة اعتقال الشابين أسبوعين إضافيين. ووفقاً لرواية المخابرات الإسرائيلية، فإن موسى حمادة من صور باهر وباسم عمري من بيت صفافا ينشطان منذ سنوات في «أعمال إرهابية» في إطار حركة «حماس» وحركة «الأخوان المسلمين»، وأنهما كثفا من تخطيطاتهما بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل عامين التي عرفت بعملية «الرصاص المسبوك». وأضافت أن الاثنين فحصا إمكان قصف استاد «تيدي» في القدس خلال مباراة كرة قدم يحضرها آلاف المشجعين. وتابعت المخابرات الإسرائيلية ان المتهمين أجريا عمليات رصد ومراقبة ل «الاستاد» من التلال المحاذية له بحثاً عن موقع ملائم لإطلاق الصاروخ، وأنهما جمعا معلومات تتعلق بالترتيبات الأمنية في منطقة الاستاد، «لكن مخططهما لم يخرج إلى حيز التنفيذ». ويقول «شاباك» أيضاً ان المتهمين اشتريا عدداً من المسدسات وعملا على شراء أسلحة أخرى ومواد تفجيرية لإعداد عبوات ناسفة، وعليه تم اعتقال مجموعة من المقدسيين بشبهة الاتجار بالسلاح. وأضاف أن المتهمين بحيازة السلاح اعترفوا بالتهم الموجهة لهم، وأنه تم تمديد اعتقالهم قبل أسابيع إلى حين بت المحكمة في لوائح الاتهام المقدمة ضدهم. وزاد أن حمادة سافر في السنوات الأخيرة مرات عديدة للقاء ممثل عن «الأخوان المسلمين» ليتسلم منه مبالغ مالية لشراء المسدسات ولقاء تزويده معلومات عن مواقع مختلفة في القدس. وتوجه لائحة الاتهام الى المتهمين تهم «الانتماء إلى منظمة إرهابية» و «حيازة أسلحة غير قانونية» و «التآمر لتنفيذ جريمة». ويضيف «شاباك» أن ثمة نشاطاً واسعاً بتمويل من «حماس» تشهده منطقة القدس في الفترة الأخيرة يشمل محاولات لتجنيد طلاب مدارس خلال قيامهم بزيارات للمسجد الأقصى المبارك. ولم تشر المخابرات إلى احتمال أن تكون هناك علاقة بين التخطيط وبين حقيقة أن الملعب المذكور يعتبر معقل العنصرية ضد العرب. ويعتبر فريق «بيتار»، المنتمي أيديولوجياً إلى اليمين المتطرف صاحب الشعبية الأوسع بين جماهير كرة القدم. ويُعرف جمهوره بعنصريته ضد العرب وتُسمع خلال المباريات البيتية وبشكل دائم شتائم عنصرية تطاول العرب. وحصل أن تم اعتداء جسدي عنيف قبل أشهر على عاملي صيانة فلسطينيين في الاستاد. كما سبق لنواب عرب في الكنيست أن أثاروا موضوع الشتائم العنصرية وطالبوا الشرطة بالتدخل، إلا أن الأخيرة تكتفي باعتقال اثنين أو ثلاثة من المشجعين الشاتمين وتبعدهم عن الملعب، كما حصل في مباراة الفريق أول من أمس. ولم يرتدع الجمهور حتى عندما فرضت لجنة الانضباط التابعة لاتحاد كرة القدم عقوبات بإبعاد الفريق عن ملعبه لمباراة أو اثنتين بسبب الشتائم.