شهدت مدينة درعا معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية و «هيئة تحرير الشام» من جانب آخر، هي الأعنف من نوعها منذ بدء تطبيق وقف النار في مناطق «خفض التصعيد» في 6 أيار (مايو) الجاري، في وقت قالت مصادر ميدانية في دير الزور إن قوات التحالف الدولي الغربي نفذت إنزالاً جوياً على أحد المواقع الخاضعة لسيطرة تنظيم «داعش» في منطقة البوكمال قرب حدود العراق، وقامت بالاشتباك مع العناصر في المقر. وبحسب موقع «فرات بوست»، فإن مروحيات تابعة للتحالف الدولي نفذت إنزالاً قرابة الساعة الثانية فجر أمس بريف البوكمال، دارت على أثره اشتباكات بين عناصر تنظيم «داعش» الموجودين بالمبنى وقوات التحالف قرابة النصف ساعة لتغادر بعدها الطائرات، ونتج من ذلك تدمير سيارتين دفع رباعي وخطف عدد من عناصر التنظيم. ولم تستطع مصادر تحديد ماهية أو هوية العناصر المختطفين، وإن كانت عملية جوية لخطف قيادات من التنظيم أو أنها لإخراج عملاء استخبارات كانوا في مهمات في مناطق التنظيم وضمن كوادره وجاء الوقت لإخراجهم من المنطقة، كما حصل في عدة إنزالات جوية سابقة كان هدفها إخراج عملاء استخبارات جندوا لتنفيذ مهمات موكلة إليهم ضمن صفوف التنظيم. وسبق أن نفذت قوات التحالف الدولي عمليات إنزال جوي في السابع عشر من نيسان (أبريل) الماضي استهدفت محطة «التي تو» في بادية الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، حيث تعتبر المحطة إحدى نقاط الإمداد العسكري وتحوي مخازن سلاح وعدداً كبيراً من عناصر تنظيم الدولة. يذكر أن طائرتين تابعتين للتحالف الدولي نفذتا في السادس من نيسان أيضاً عملية إنزال جوي شمال شرقي مدينة دير الزور، واستمرت العملية نحو نصف ساعة، وتمت باستخدام طائرات «الأباتشي» الأميركية. وقال ناشطون آنذاك إن عملية الإنزال تمت في قرية البويطية القريبة من بلدة التبني، وأشاروا إلى أن الهدف كان قادة من تنظيم «داعش» غرب منجم الملح، وذكر آخرون أن الهدف كان سيارة تابعة لتنظيم «داعش» من نوع «جيب»، حيث أدت العملية لمقتل من كان في السيارة. وكان التحالف الدولي قد نفذ عمليات إنزال سابقة في ريف دير الزور وريف الرقة واستهدف خلالها قياديين من تنظيم «داعش»، وكانت عمليات الإنزال أخيراً في ريف الرقة، وتحديداً على سد الفرات الذي سيطرت عليه «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية قبل أيام عدة. إلى ذلك، نفى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش»، أنه وراء هجوم على بلدة البوكمال قتل فيه، كما أفادت تقارير، عشرات من المدنيين. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إن 42 شخصاً، بينهم 11 طفلاً، قتلوا الاثنين، عندما قصفت طائرات حربية البوكمال، قرب الحدود مع العراق. وتحدثت وكالة أنباء «أعماق» الخاصة بالتنظيم عن مقتل 25 شخصاً، ونشرت فيديو للغارة. وقال التحالف إنه لم يستهدف المنطقة يومي الأحد أو الاثنين، لكنه أضاف أن بلداناً أخرى، لم يسمها، فعلت. وقال الكولونيل راين ديلون لوكالة «رويترز»: «لم نشن أي غارات جوية خلال الفترة التي قتل فيها المدنيون». وأضاف أن طائرات التحالف الحربية قصفت فقط منشآت إنتاج نفط تقع على بعد أكثر من 50 كيلومتراً خارج البوكمال خلال اليومين المذكورين. وكان التحالف أعلن في أواخر الشهر الماضي أن غاراته على سورية والعراق- التي بلغت 20200 غارة جوية منذ عام 2014- أدت من دون قصد إلى مقتل 396 مدنياً على الأقل، غير أن جماعات حقوق الإنسان تعتقد أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير. وتقدر منظمة «إيرويرز»، التي ترصد الادعاءات الخاصة بقتل المدنيين، عدد من يحتمل قتلهم بما بين 3290 و5280 مدنياً. وقال «المرصد السوري» إن طائرات شوهدت وهي تقترب من جهة العراق، ولذلك فليس من المحتمل أن تكون سورية أو روسية. وقصفت قريباً من منطقة سكنية ومسجد، وقتلت 23 مدنياً، إضافة إلى 20 من مسلحي تنظيم «داعش» كانوا مجتمعين في مبنى بالمنطقة. وأفادت جماعة «دير الزور 24» الناشطة بأن الهجوم دمر 15 منزلاً وقتل 35 مدنياً على الأقل. وأضافت أنه يعتقد أن الطائرات الحربية عراقية. إلى ذلك، نفي مصدر عسكري أردني وقوع انفجار في مخيم للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن بعدما قال «المرصد السوري» إن انفجاراً وقع هناك. وأضاف «المرصد السوري»، أن قنبلة صغيرة انفجرت في سيارة بمخيم الركبان من دون سقوط قتلى، كما أورد النبأ عضو في جماعة جيش أحرار العشائر ومقاتل آخر. لكن المصدر العسكري الأردني قال ل «رويترز» أمس: «معلوماتنا هي أنه لم يقع انفجار في مخيم الركبان». ونفى عضو آخر في جيش أحرار العشائر وقوع انفجار. ولم يرد تفسير فوري لتضارب الأنباء. وكان تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين في نفس المكان أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل يوم الاثنين، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه. معارك الجنوب وقال «المرصد السوري»، إن معارك عنيفة تدور في مدينة درعا بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية و «هيئة تحرير الشام» التي تضم فصائل بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) من جانب آخر، حيث تتركز الاشتباكات في أطراف حي المنشية ومحيط منطقة سجنة في القسم الغربي من مدينة درعا، وتعد هذه الجولة من الاشتباكات، الأعنف في مدينة درعا، منذ بدء تطبيق وقف النار في مناطق «تخفيف التصعيد» في ال6 من أيار (مايو) الجاري. وعلم «المرصد السوري» أن الاشتباكات تترافق مع قصف متبادل بين طرفي القتال، وقصف متصاعد لقوات النظام على محاور القتال، فيما استهدفت قوات النظام منذ صباح أمس مناطق في درعا البلد وأماكن أخرى في المدينة، بسبعة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض– أرض، وبما لا يقل عن 25 قذيفة مدفعية وصاروخية، بالتزامن مع قصف للطائرات المروحية بثمانية براميل متفجرة وتنفيذ الطائرات الحربية نحو 10 ضربات صاروخية استهدفت جميعها مدينة درعا. كما سقطت قذائف على مناطق في حي سجنة الخاضع لسيطرة قوات النظام في مدينة درعا «ما تسبب في إصابة 6 أشخاص بينهم طفل بجروح متفاوتة الخطورة، بينما قتل في الاشتباكات 3 مقاتلين أحدهم قيادي عسكري في هيئة تحرير الشام»، بحسب «المرصد». يذكر أن هذا التصعيد من حيث الاشتباكات والقصف والضربات الجوية، هو الأول من نوعه في مدينة درعا، منذ بدء تطبيق اتفاق وقف النار في مناطق «خفض التصعيد» الممتدة من الشمال السوري إلى الجنوب السوري، والتي تشمل محافظة إدلب وريفي حماة وحمص الشماليين، وغوطة دمشقالشرقية والجنوب السوري. يذكر أن مقاتلين إسلاميين و «هيئة تحرير الشام» أطلقوا في النصف الأول من شباط (فبراير) الماضي ما أسموه معركة «الموت ولا المذلة» والتي تهدف إلى السيطرة على درعا البلد في مدينة درعا، وتمكنت هذه الفصائل من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كتل أبنية ومواقع لقوات النظام. «داعش» يعزل مسؤول «ولاية الخير» لندن، دمشق- «الحياة» - أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «داعش» قام بعزل «أبو خطاب العراقي» والي «ولاية الخير» في دير الزور، في وقت أكدت مصادر موثوقة أن قيادة التنظيم بادرت بتعيين «أبو خالد الجزراوي» والياً على «ولاية الخير» التي تشمل محافظة دير الزور باستثناء البوكمال وريفها، كما تضم أجزاء من الريف الشرقي لمحافظة الرقة. وقالت المصادر ل «المرصد» إن عملية العزل «جاءت على خلفية اتهام قيادة تنظيم داعش لأبو خطاب العراقي ب «إيقاف تنفيذ عمليات إعدام» بحق جنود في داعش». وأضاف انه «وثق في 14 أيار (مايو) الجاري رجم 3 عناصر من التنظيم وسيدة في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي». وأشار الى أن «داعش قام بإعدم عنصر من عناصره بإطلاق النار عليه في قرية أبريهة الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، وذلك بتهمة قتل طفل مع عناصر آخرين من داعش على شاطئ الفرات في النصف الثاني من العام الماضي». وأعدم داعش 5 من عناصره من الجنسية العراقية، بالقرب من سكة الحديد في مدينة البوكمال، الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور، عند الحدود السورية – العراقية، بتهمة «بيع سلاح» لتجار عراقيين وشرائه منهم فيما بعد، وفق «المرصد». واشنطن تفرض عقوبات على سوريين وكيانات مرتبطة بحكومة دمشق واشنطن - رويترز - قالت وزارة الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات الثلثاء على خمسة أشخاص وخمسة كيانات متهمين بتقديم الدعم للحكومة السورية أو مرتبطين بمن سبق خضوعهم لعقوبات في شأن العنف الذي تمارسه حكومة دمشق ضد مواطنيها. ومن بين المدرجين على قائمة وزارة الخزانة السوداء للعقوبات، محمد عباس أحد أقارب رامي مخلوف الشخصية المهيمنة في مجال الأعمال في سورية وهو نفسه ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد. وفرضت وزارة الخزانة عقوبات على مخلوف في 2008 متهمة إياه بالاستفادة من فساد مسؤولي الحكومة السورية ومعاونتهم على الفساد. وقالت الوزارة أن عباس كان يدير المصالح المالية لمخلوف. كما فرضت عقوبات على جمعية البستان الخيرية ومديرها، قائلة أن الجمعية مملوكة لمخلوف أو تقع تحت سيطرته. ومن المدرجين أيضاً على القائمة السوداء إيهاب وإياد مخلوف، شقيقا رامي مخلوف، لمساعدتهما رامي أو الحكومة السورية في التهرب من العقوبات. وإيهاب مخلوف هو نائب رئيس شركة (سيريتل) السورية للهواتف المحمولة المملوكة لرامي. وتهدف الخطوات التي اتخذتها وزارة الخزانة أيضاً إلى تجميد أي أصول ربما يملكها هؤلاء الأشخاص أو تلك الكيانات في الولايات متحدة وإلى منع الأميركيين والكيانات الأميركية من الدخول في تعاملات مالية معهم.