قذف محتجون شبان الزجاجات والأكياس المحشوة بالبراز على الجنود الذين ردوا بإطلاق الغاز المسيل للدموع، لمنع خروج أحدث مسيرة في الاحتجاجات الممتدة منذ أكثر من شهر على مستوى البلاد ضد الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو. وأتت المشاهد غير العادية على الطريق السريع الرئيسي في كراكاس، فيما تدفق آلاف من أنصار المعارضة مرة أخرى على الشوارع، منددين بالأزمة الاقتصادية في فنزويلا ومطالبين بإجراء انتخابات. وقالت ماريا مونتيلا (49 سنة) التي وقفت خلف صفوف من الشبان الملثمين والسواتر الخشبية: «يعيش هؤلاء الأولاد في ظل نظام ديكتاتوري وليس لديهم خيار آخر سوى الاحتجاج بالطريقة التي يرونها ملائمة». وحمل كثيرون الحجارة وزجاجات رشقوا بهما قوات الحرس الوطني حين منعوهم من التحرك ليطلقوا الغاز المسيل للدموع ويوجهوا مدافع المياه صوب الحشود. وقال محتج شاب: «لا توجد متفجرات هنا. إنها طريقتنا لنقول: أغرب عن وجهنا يا مادورو أنت عديم الفائدة‘«. وقال مكتب الادعاء إن ميغيل كاستيلو (27 سنة) قتل خلال احتجاجات الأربعاء في كراكاس من دون ذكر تفاصيل. وتوفي أندرسون دوغارتي (32 سنة) وهو سائق دراجة أجرة في مدينة ميريدا بعد إصابته خلال احتجاج. وقال وزير الداخلية نستور ريفرول في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي إن قناصاً مرتبطاً ب «ائتلاف الوحدة الديموقراطي» المعارض قتل دوغارتي. وأضاف أن كاستيلو لقي حتفه بسلاح ناري. ولقي 39 شخصاً على الأقل مصرعهم في الاضطرابات منذ أوائل نيسان (أبريل) الماضي، بينهم محتجون ومتعاطفون مع الحكومة ومارة وأفراد من قوات الأمن. وأصيب المئات واعتقلوا. ويقول مادورو إن خصومه يسعون لانقلاب بتشجيع من الولاياتالمتحدة. وتشكو المعارضة التي تتمتع بدعم كبير بعد سنوات في ظل الحزب الاشتراكي الحاكم، من أن السلطات ترفض حل الأزمة في فنزويلا من خلال إحباط إجراء استفتاء وتأجيل الانتخابات العامة ورفض تقديم موعد انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في 2018. ويسعى مادورو الى إنشاء «جمعية تأسيسية» لها سلطة إعادة كتابة الدستور. ويرفض خصومه ذلك، باعتباره محاولة ليظل الاشتراكيون في الحكم من خلال إنشاء جمعية جديدة منحازة.