لقي طالب وطالبة مصرعهما وكذلك أحد أفراد الحرس الوطني في فنزويلا، خلال احتجاجات تندد بالرئيس نيكولاس مادورو، ما زاد من الاضطرابات في البلاد التي تعصف بها أزمة اقتصادية طاحنة. وخرج مؤيدو المعارضة في احتجاجات أمس (الأربعاء)، أطلقوا عليها «أم المسيرات»، وأغلقوا جزءاً من الطريق الرئيس في كراكاس، رافعين العلم الفنزويلي ومرددين «لا ديكتاتورية بعد اليوم» و«ارحل يا مادورو»، ونددوا بالرئيس متهمينه بتقويض الديموقراطية وإغراق البلاد في الفوضى. وأطلقت القوات الغاز المسيل للدموع في أحياء كراكاس وسان كريستوبال ومدينة بويرتو أورداز الصناعية الفقيرة ومدينة بونتو فيجو الشمالية القاحلة. ونظم مئات الآلاف مظاهرة مضادة في العاصمة بناء على طلب الرئيس، ووردت أنباء عن حدوث اشتباكات في مناطق متفرقة من البلاد خلال أكبر احتجاجات منذ العام 2014. وقال مادورو إن «الاحتجاجات لا تعدو كونها مساعي من جانب المعارضة لإحداث انقلاب ينهي الاشتراكية في البلاد». ودعت المعارضة إلى احتجاج آخر اليوم (الخميس)، ما أثار احتمال استمرار الاضطرابات لفترة طويلة. وأعادت المسيرات المعارضة والمؤيدة إلى الأذهان ما حدث عام 2002، حين اشتبك محتجون مناهضون للحكومة مع مؤيدين لها مما مهد لانقلاب قصير على الرئيس الراحل هوجو شافيز. واتهمت المعارضة مجموعات من مؤيدي الحكومة بقتل الطالب والطالبة، وقال مكتب المدعي العام إنه يحقق في الواقعتين. وتتهم المعارضة تلك المجموعات المؤيدة للحكومة التي تطلق على نفسها اسم اللجان الشعبية بأنها أجنحة مسلحة تابعة للحزب الاشتراكي الحاكم. وجاءت المسيرات بعد احتجاجات اتسمت بالعنف على مدى أسبوعين بعد قرار أصدرته المحكمة العليا في آذار (مارس) الماضي، بالاضطلاع بصلاحيات البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، ما دفع المحكمة للعدول سريعاً عن قرارها تحت ضغوط دولية. وتطالب المعارضة بانتخابات مبكرة وبالإفراج عن المعتقلين السياسيين وبمعونات إنسانية واحترام استقلالية الهيئة التشريعية التي تغلب عليها المعارضة.