شكل الكوميدي المغربي عبدالرحيم التونسي حالة إبداعية فريدة في مجال الكوميديا المغربية إلى حدود أن شبّهه بعضهم، بالكوميدي العالمي شارلي شابلن، مانحاً إياه لقب «شارلي شابلن» المغربي. وتميز التونسي بلباسه الفكاهي المحدد وبطريقته الخاصة به في التشخيص، والتي التزم بها طيلة مساره الفكاهي الطويل. فمنذ أن أطل على الجمهور المغربي بشخصية «عبد الرؤوف»، وهو يحصد الإعجاب تلو الإعجاب، ويتحول بالتدريج إلى أيقونة في هذا المجال الفني الصعب، فن إضحاك الناس وإدخال السرور الى قلوبهم. كل ذلك سواء في المسرح الذي انطلق منه أو على شاشة التلفزيون، حيث تحول إلى نجم كوميدي شهير استطاع أن يبدع في فن الكوميديا وأن يضحك بالتالي أجيالاً من المغاربة، وهو يقدم مسرحياته الهزلية. برنامج «رشيد شو» الذي يقدمه الإعلامي رشيد العلالي على القناة المغربية الثانية (دوزيم) احتفى أخيراً بالتونسي الذي حلّ ضيفاً عليه للحديث عن تجربته الغنية في مجال الكوميديا، وتكريمه من خلال شهادات، ومساءلة تأثير هذه التجربة الفكاهية الفنية على الفن المغربي. وكعادة البرنامج في حلته الجديدة، فقد استقبل طفلة صغيرة اسمها محاسن، لطرح مجموعة من الأسئلة عليها وتركها تجيب بطريقتها الطفولية عليها. ولقد أظهرت هذه الطفلة براعة وهي تقدم النشيد الوطني المغربي بطريقة جميلة جداً، قبل أن ينادي مقدم البرنامج بعدها على طفل صغير في مثل سنها اسمه نزار ليجيب هو الآخر عن بعض الأسئلة المطروحة عليه. وقد تميز اللقاء مع هذين الطفلين بالطرافة. ثم استقبل الفنان الكوميدي المغربي عبدالرؤوف على وقع أنغام موسيقية، مع عرض بورتريه تلفزيوني هزلي لمساره الفني الطويل الذي تجاوز 65 سنة من الحضور القوي ليتم بعدها طرح مجموعة من الأسئلة عليه. وتميزت الإجابات بالصراحة، فتحدث عن حبه للفن الكوميدي وعن صبره وهو يمارسه طيلة هذه السنين الطويلة وعن حب الجمهور المغربي لما قدمه من مسرحيات جال بها في كثير من المدن والقرى المغربية، وعن دور التلفزيون المغربي في شهرته ومعرفة الناس به. وقد عرفه الناس من خلال تجسيده شخصية وحيدة طيلة كل هذا المشوار الفني هي شخصية «عبد الرؤوف» التي عُرف بها واشتهر بها كثيراً. وهي شخصية تحولت إلى أيقونة للفكاهة المغربية كما هو الشأن مع شخصيات كوميدية عالمية مثل شخصية «شارلو» أو شخصية «مستر بين». وفي سياق الحلقة، تحدث التونسي عن كيفية انبثاق شخصية عبدالرؤوف، وكيف تقمصها وأعجب بلباسها التقليدي المثير، وكيف ابتدع لها طريقتها في التمثيل ومنحها صوتاً. وسرعان ما اشتهرت هذه الشخصية الفنية، حتى صار ينادى بها بعدما غطت على اسمه الحقيقي. وما لبثت أن ارتبطت هذه الشخصية في شكل كلي بالمجال الفكاهي المغربي وأصبحت دالة عليه. وتخلل الحوار حديث عن معاناة الضيف في المجال الفني. كما تحدث عن مسرحياته وعن حب الناس لما كان يقدمه ورغبتهم في مشاهدته وانتظارهم له حين كانت تُقدم هذه المسرحيات على شاشة التلفزيون المغربي آنذاك. انفتح البرنامج أيضاً وهو يقدم مسيرة الفنان عبدالرحيم التونسي على آراء الناس حوله، ولقد جاءت كل هذه الشهادات مشيدة بهذه التجربة الفنية الكبيرة وتم اعتباره في بعض منها «أباً للكوميديا المغربية». ولم يفت مقدم البرنامج أن يشير إلى تقليد العديد من الممثلين الفكاهيين الشباب المغاربة لشخصية «عبدالرؤوف» وتقديمهم لها بطريقتهم الخاصة. واعتبر التونسي أن شخصية «عبدالرؤوف» شخصية حية لأن لها تفردها في المشهد الفكاهي المغربي، واستشهد في هذا الصدد بمجموعة من الشخصيات الفكاهية العالمية مثل شارلي شابلن ولويس دي فنيس. باختصار، نجح برنامج «رشيد شو» مرة أخرى في زرع البسمة على وجوه المشاهدين وإثراء حلقاته بوجوه ارتبط بها الجمهور المغربي وما زالت مؤثرة في الساحة الفنية.