يلاحظ المتابع لبرامج التلفزيون المغربي بقناتيه الأولى والثانية سعيه لتوفير برامج خاصة بالكوميديا في شهر رمضان خلافاً لبقية اشهر السنة. وعلى رغم هذا الحرص، فإن هذه البرامج غالباً ما تلاقى بعدم استحسان الصحافة الفنية المهتمة بهذا المجال. أما الجمهور فانصرف عن قنوات المحلية الى القنوات العربية الفضائية، وأيضاً الى القنوات الفرنسية التي لا تزال تستقطب المشاهد الغربي أكثر من أي قنوات اخرى. ومع هذا هناك من يتابع هذه البرامج، سواء الخاصة بالمجال الكوميدي في شكل كلي أو التي توجد فيها الكوميديا كمحطة من محطاتها فحسب، وتقدم نفسها على أساس أنها ستحقق متعة الإضحاك مع توافر عنصر الإفادة أيضاً، وهو أمر صعب، يتطلب خبرة ومراساً على مستوى التعبير التجسيدي من جهة وحنكة وبعد نظر على مستوى كتابة المواضيع المجسدة. وهو أمر لا نجده حاضراً بالمستوى المطلوب في بعض ما يقدم من برامج كوميدية أو على الأقل في بعض فقراتها إن نحن أردنا أن نتجنب التعميم. هكذا وجدنا أن غالبية المسلسلات الهزلية أو ما أصبح يعرف ب ”السيتكوم” التي تبث كل سنة في وقت الذروة في شهر رمضان، باتت تصنع الحدث التلفزيوني بين المعارضين لها جملة وتفصيلاً إن على مستوى المواضيع التي تطرحها أو على مستوى طريقة الأداء، وبين المتقبلين لها على رغم انتقاداتهم التي تحرص على التركيز على مختلف نقاط القوة كما الضعف سعياً إلى التطوير. وتكاد المنافسة الكوميدية تنحصر خارج سباق رمضان بين برنامجين فحسب. البرنامج الأول ترفيهي تنافسي يعتمد على اكتشاف المواهب الجديدة في هذا الفن الصعب بعنوان “كوميديا”، وتبثه القناة الأولى للسنة الثانية على التوالي، من تقديم رشيد الادريسي، في حين تتكون لجنة التحكيم من محمد الخياري وياسين زيزي وأمينة رشيد. ويعتمد الفصل بين المتبارين من حيث مستوى أدائهم التشخيصي وطرافة المواضيع المقدمة ومدى تجاوب الجمهور الحاضر معهم. وقد استطاع هذا البرنامج أن يجد جمهوراً، خصوصاً من الشباب، إذ يحرص المتبارون على تقديم “اسكيتشات” مستقاة من الواقع الاجتماعي بما يحمله من مشاكل وهموم وسلبيات، ما تنتج منه غالباً مبالغة في الانتقادات بغية إثارة تعاطف الجمهور مع ما يقدمونه ليس إلا. أما البرنامج الثاني فمن إعداد وتقديم الفكاهية المغربية حنان الفاضلي، وتبثه القناة الثانية “دوزيم”. وهو برنامج يحمل في اسمه المقتبس من المثل الشعبي المغربي “أش خسرتي إلا ضحكتي” دلالة واضحة على مضمونه الهزلي. فهو متنوع وغني من حيث الفقرات الفكاهية التي يقدمها، كما تحرص صاحبته على أداء بعض الأغاني بطريقة التقليد الساخر، واستحضار وجوه فكاهية مغربية معروفة بغية ربط الحاضر بالماضي. إضافة إلى هذين البرنامجين الخاصين بمجال الكوميديا، يلاحظ المراقب للشاشة المغربية أن برنامج المنوعات الأسبوعي “سهران معاك الليلة” الذي يقدمه المذيع عماد النتيفي حرص على إشراك الفكاهي حسن الفذ في عملية التقديم وطرح الأسئلة في شكل هزلي على ضيوف البرنامج. وهي فقرة حققت حضوراً مقبولاً ضمن بنية البرنامج ككل، لأنها ساهمت في تقريب شخصية الضيف من المشاهدين، خصوصاً في ما يتعلق باللحظات الطريفة المرتبطة بمساره. من هنا السؤال: هل تسد الوجبة الكوميدية في الشهر الفضيل جوع المشاهد المغربي الى الضحك بقية اشهر السنة؟