تواصل الاقتتال لليوم الخامس بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، وشن «جيش الإسلام» هجوماً ضخماً على معاقل «فيلق الرحمن» على محور بلدة حزة ومحور مدينة زملكا، بعد يوم من تلقيه دعماً كبيراً من فصائل «الجيش الحر» في شمال سورية في قتاله ضد فصيل آخر في الغوطة هو فصيل «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» سابقاً). وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات تجددت بعد منتصف ليل الاثنين– الثلثاء بين «جيش الإسلام» من جهة، و «فيلق الرحمن» و «هيئة تحرير الشام» من جهة أخرى، في محاور حزة وزملكا والافتريس والأشعري بالغوطة الشرقية، ما أدى إلى إصابة خمسة مواطنين «برصاص طائش»، مشيراً إلى «مناشدات من المواطنين القاطنين بين مدينة زملكا وبلدة حزة بفك الحصار عنهم لعدم قدرتهم على تأمين مستلزماتهم اليومية أو حتى تأمين المياه، وذلك منذ اليوم الأول للاقتتال بين الطرفين والذي دخل يومه الخامس». ولفت «المرصد» إلى أن «مئات» من عناصر «جيش الإسلام» بدأوا هجوماً عنيفاً، مدعمين بثلاث دبابات على الأقل وبعربات مدرعة ومدفعية، في الغوطة، مشيراً إلى أن الهجوم «يتركز على محور بلدة حزة ومحور مدينة زملكا التي تعد أبرز معاقل فيلق الرحمن والتي يحاول جيش الإسلام السيطرة عليها». وقال إن الاشتباكات يشارك فيها أيضاً عناصر «هيئة تحرر الشام» إلى جانب «فيلق الرحمن» الذي قُتل ناشط إعلامي يتبع له فيما أصيب عشرات المقاتلين وخمسة مدنيين على الأقل. وبذلك يرتفع عدد القتلى في المواجهات إلى ما لا يقل عن 100 غالبيتهم العظمى من المسلحين (87 مقاتلاً من الفصائل بينهم 32 من «جيش الإسلام»). ومساء الاثنين أعلن 11 فصيلاً من فصائل «الجيش الحر» في شمال سورية مساندة «جيش الإسلام» في «استئصاله» ل «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام») في الغوطة الشرقية. وشبّهت هذه الفصائل ما يجري شرق دمشق بما جرى في شمال سورية عندما حارب «الجيش الحر» تنظيم «جند الأقصى» فانضم إلى «النصرة»، واعتبرت أن «النصرة» في الغوطة حالياً ليست سوى تنظيم «داعش» ب «بفكره الخبيث». وحضت فصائل «الحر» عناصر «فيلق الرحمن» على الوقوف إلى جانب «جيش الإسلام» في حربه لإنهاء وجود «النصرة» في غوطة دمشق. وبالتزامن مع ذلك، أعلن «جيش الإسلام» أمس سيطرته على مواقع عسكرية عدة في أحياء شرق دمشق بعد معارك عنيفة مع القوات النظامية استمرت ساعات إثر «هجوم خاطف» نفذه المعارضون. ونقلت شبكة «الدرر الشامية» عن المكتب الإعلامي ل «جيش الإسلام» أن عناصره سيطروا على نقاط عدة قرب حي القابون وحي تشرين، وقتلوا أكثر من 10 عناصر للقوات النظامية، ودمروا دبابتين قرب حي القابون. أما على جبهة الريحان على الجانب الشرقي من الغوطة الشرقية المحاصرة، فقد أكد «جيش الإسلام» أنه تصدى لحملة جديدة من القوات النظامية تستهدف اقتحام المنطقة.