دخل قتال نشب بين مقاتلي فصائل معارضة سورية في جزء من الغوطة الشرقية، أكبر معقل للمعارضة المسلحة شرق العاصمة دمشق، يومه الثاني اليوم (السبت)، فيما شنت قوات الحكومة السورية هجوماً ضد الجيب المحاصر منذ العام 2013، بحسب ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال «المرصد» إنه وثق مقتل 38 مسلحاً على الأقل في الساعات ال 24 الأولى من المعارك، مشيراً إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وأوضح المرصد ونشطاء آخرون أن القتال يدور بين «جيش الإسلام» من جانب و«فيلق الرحمن» و«هيئة تحرير الشام» من جانب آخر. وتسبب القتال بين الفصائل المسلحة في مقتل المئات في نيسان (أبريل) الماضي، قبل الاتفاق في قطر على وقف إطلاق النار في أيار (مايو). واستغلت قوات الحكومة السورية الصراع للسيطرة على أجزاء من الغوطة الشرقية بعدما تقلصت المساحات التي تسيطر عليها إلى حوالى الثلث في النصف الثاني من العام الماضي. ويهيمن «جيش الإسلام» على الغوطة الشرقية، ويعد أحد أكبر جماعات المعارضة المسلحة وقُتل قائده زهران علوش في ضربة جوية في كانون الأول (ديسمبر) 2015. وقال «فيلق الرحمن» في بيان أمس إن «جيش الإسلام» هاجم بعض مواقعه، وإن «الاقتتال بين الفصائل المسلحة ليس في مصلحة الغوطة الشرقية ولا الثورة السورية»، فيما أوضح «جيش الإسلام» في بيان صادر عنه أن الخلاف مع «هيئة تحرير الشام» التي منعت أعضاءه من القيام بأعمالهم، مضيفاً أنه يسعى إلى الأهداف نفسها التي يسعى إليها «فيلق الرحمن» ودعاهم إلى احتواء الأزمة. وشُكلت «هيئة تحرير الشام» من تحالف فصائل عدة في كانون الثاني (يناير) الماضي، يضم «جبهة فتح الشام» المعروفة سابقاً باسم «جبهة النصرة» المرتبطة ب «تنظيم القاعدة». وخلال القتال هاجمت الحكومة السورية والقوات الموالية لها حي القابون الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة شمال غربي الغوطة الشرقية براً وجواً، بعدما شنت مدعومةً بقوة جوية روسية ومسلحين مدعومين من إيران، هجوماً على القابون وحي برزة في شباط (فبراير) الماضي، إذ تعتقد أنهما يضمان أنفاقاً لتوصيل الامدادات إلى الغوطة، فيما قال «المرصد» إنها أحرزت تقدماً بسيطاً في القابون أمس.