تبدأ الجولة الجديدة من مفاوضات آستانة غداً الأربعاء على وقع «حرب» بين الفصائل السورية المسلحة التي يُفترض أن بعضها على الأقل سيتمثّل في المفاوضات التي تستضيفها العاصمة الكازاخستانية. وفي وقت يُتوقّع أن تركز مفاوضات آستانة على تثبيت وقف النار تمهيداً لتحريك مسار المفاوضات السياسية في جنيف، لم يتضح هل ستتمثّل إدارة الرئيس دونالد ترامب فيها وعلى أي مستوى، بعدما اقتصرت مشاركتها في الجولات الماضية على حضور رمزي لسفيرها في كازاخستان. وأعلنت الحكومة السورية أمس، أن وفدها سافر إلى آستانة، في خطوة تُفسّر بأنها لا تريد الظهور بمظهر من يعرقل المفاوضات التي يرعاها حليفها الروسي، بمشاركة «الراعيين» الإيراني (لحكومة دمشق) والتركي (لفصائل المعارضة) (للمزيد). وعشية آستانة، تصاعد الاقتتال لليوم الرابع بين الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقيةلدمشق، وبرز فيه اتهام «حركة أحرار الشام» ل «جيش الإسلام» بالبغي، على خلفية هجومه على مقرات ومواقع فصيلي «هيئة تحرير الشام» (الاسم الجديد ل «جبهة النصرة») و «فيلق الرحمن». ونشر «جيش الإسلام»، وثيقة ل «النصرة» قال إنها تكشف تورط هذا التنظيم الذي كان فرعاً ل «القاعدة» في سورية في التخطيط لاغتيالات في الغوطة على أن يتم تبنيها عبر حسابات وهمية تابعة ل «داعش». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بأن الوفد السوري الحكومي برئاسة بشار الجعفري وصل أمس إلى عاصمة كازاخستان «للمشاركة في اجتماعات آستانة». ولم تكشف الوكالة ما إذا كان الوفد يحمل اقتراحات محددة، لكنها أشارت إلى أن نائب وزير خارجية كازاخستان مختار تليوبيردي قال إن مفاوضات آستانة المرتقبة في 3 و4 أيار (مايو) ستكون «عالية المستوى». واستضافت آستانة سلسلة جولات من المفاوضات بدأت في كانون الثاني (يناير) الماضي وهدفت إلى بحث مواضيع مختلفة بين الحكومة وفصائل المعارضة المسلحة أبرزها «تثبيت وقف النار» الذي بدأ سريانه نهاية العام الماضي. وعُقدت الجولة الثالثة من المفاوضات منتصف آذار (مارس) الماضي في غياب وفود الفصائل المسلحة. واستمر أمس اقتتال الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لليوم الرابع على التوالي. وأوردت «شبكة شام» المعارضة أن «حركة أحرار الشام» أصدرت بياناً دعت فيه «جيش الإسلام» إلى «وقف بغيه» على فصائل الغوطة. وأكد البيان «أن ما نراه اليوم من بغي في غوطة دمشق المحاصرة من قبل جيش الإسلام على فصائل عدة، سيعرّض الغوطة لخطر السقوط في أيدي النظام». وحذّرت الحركة من امتداد «فتنة الاقتتال» إلى مناطق أخرى. وصدر بيان «الأحرار» بعد اتهامات طاولت هذه الحركة بأنها انقسمت «بين محايد ومشارك» في حملة «جيش الإسلام» ضد «هيئة تحرير الشام»، وفق تصريحات لعماد الدين مجاهد مدير العلاقات الإعلامية في «الهيئة»، والذي أكد أيضاً أن جماعته رتَّبت صفوفها واستعادت السيطرة على منطقتي جسرين وحزة، وأجزاء من المحمدية، في حين تدور اشتباكات في الأشعري وعربين والأفتريس. ووزع محمد مصطفى علوش القيادي في «جيش الإسلام» والعضو البارز في وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف على حسابه في «تويتر» صورة لوثيقة صادرة من «جبهة النصرة» حصل عليها «جيش الإسلام» كما يبدو خلال هجومه في الغوطة. وكتب: «إن الله لا يصلح عمل المفسدين... مما عثرنا عليه وثيقة إجرامية إلى قيادة النصرة في الغوطة لعمل التفجيرات وخلايا الاغتيالات». وأشار إلى أن النقطة العاشرة في الوثيقة تنص على «عمل صفحات ومعرّفات وهمية تتبع إعلامياً للدواعش من أجل تبني أي عمل» تقوم به «النصرة». على صعيد آخر، قالت «قوات سورية الديموقراطية» أمس، إنها طردت عناصر تنظيم «داعش» من الأحياء القديمة بمدينة الطبقة الاستراتيجية التي تتحكم في أكبر سد في سورية مما يعني محاصرتهم في آخر شريط لا يزال تحت سيطرتهم في المدينة. ويخوض تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي يضم جماعات مسلحة كردية وعربية حملة على مراحل لطرد «داعش» من معقله بمدينة الرقة التي تبعد 40 كيلومتراً إلى الشرق من الطبقة. وقالت القوات في بيان إلكتروني أمس، إنها سيطرت على آخر ثلاثة أحياء بالمدينة القديمة والمنطقة الصناعية المتاخمة لها. وقال طلال سيلو الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» إن القتال يدور «حالياً بالأحياء... الأول والثاني والثالث وهي تسمى الطبقة الحديثة». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأكد أن تحالف «سورية الديموقراطية» يسيطر الآن على نحو 80 في المئة من الطبقة.