تعهّد «جيش الإسلام» أمس القضاء على «هيئة تحرير الشام»، وهي الاسم الجديد لتحالف «جبهة النصرة» وجماعات أخرى، ووصفها بأنها «زمرة آثمة»، فيما نجحت قواته في طرد «الهيئة» وفصيل آخر هو «فيلق الرحمن» من العديد من معاقلهما في الغوطة الشرقيةلدمشق. وأوقع الاقتتال الدائر بين هذه الفصائل منذ ثلاثة أيام قرابة مئة قتيل، في أعنف مواجهة بينها منذ الاقتتال السابق الذي حصل قبل سنة وحصد قرابة 500 قتيل. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن «جيش الإسلام تمكن من التقدم في مزارع الأفتريس التي كانت خاضعة لسيطرة فيلق الرحمن بغوطة دمشقالشرقية»، مشيراً إلى أن عناصر الطرف الأول سيطروا على هذه المزارع التابعة لقرية الأفتريس والمقرات التابعة ل «الفيلق» في المنطقة. وأضاف أن «الاشتباكات تتواصل بين الطرفين عند أطراف مدينة سقبا وبلدة جسرين»، مشيراً إلى أنهما استخدما «الأسلحة الثقيلة في الاقتتال العنيف المستمر في يومه الثالث على التوالي». وفي حصيلة لأعداد الضحايا، ذكر «المرصد» أنه «وثّق» مقتل ما لا يقل عن 95 مدنياً ومقاتلاً خلال الساعات ال48 الأولى من الاقتتال الدامي بين فصائل الغوطة، «من ضمنهم 87 مقاتلاً من الفصائل بينهم 32 من جيش الإسلام قضوا جميعاً في القصف والاشتباكات»، إضافة إلى 8 أشخاص بينهم مدنيون - وأحدهم طفل- قُتلوا في حزة وكفربطنا وعربين ومزارع جسرين. ولفت إلى سقوط جرحى أول من أمس في إطلاق رصاص على تظاهرة في سقبا وحمورية، ندد المشاركون فيها بالاقتتال بين كبرى فصائل الغوطة. وأوردت «شبكة شام» المعارضة أن «جيش الإسلام» وجّه «رسالة إلى عناصر وقيادة فيلق الرحمن، يخبرهم فيها أن ما يجرى في الغوطة الشرقية بين جيش الإسلام وفصيل جبهة النصرة (إنما هو) نتيجة تجاوزات وتعديات» استهدفت عناصره. وأضاف «جيش الإسلام» أنه «عقد العزم على حل هذا الفصيل في الغوطة الشرقية وتقديم متزعميه للقضاء وإنهاء هذا الفكر الدخيل الذي جرّ على ثورتنا الويلات، وسبب لها الكثير من الخسائر وأدخلها في أتون الصراعات»، في إشارة إلى اتهامات بالتطرف غالباً ما وُجّهت إلى «جبهة النصرة» عندما كانت فرعاً ل «القاعدة» في سورية. وما زالت هذه الاتهامات توجّه حتى بعد إعلان «النصرة» فك ارتباطها ب «القاعدة» نهاية العام الماضي ثم تغيير اسمها إلى «هيئة تحرير الشام» بعد التحالف مع مجموعات «جهادية». وأكد بيان «جيش الإسلام»: «ومهما بلغت الخلافات بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن فستبقى جانبية ثانوية ونحن متفقون على الأصل وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا، وكنا نطمح منكم أن تكونوا عوناً لنا في أداء هذه المهمة التي تصب في مصلحة أبناء الغوطة بل أبناء سورية بأجمعها ولكن إن أبيتم المشاركة في هذا العمل فنحن نرضى منكم الحياد على الأقل». وتابع البيان: «ولكن رأينا منكم اصطفافاً واضحاً بل مؤازرة شديدة ودعماً بالسلاح والعتاد لفلولهم المهزومة (النصرة/هيئة تحرير الشام) بعد إنهاء أکثر من 70 في المئة من حجم قوتهم في ساعات معدودة ومن دون خسائر تذكر من الجانبين، موقفكم هذا مرفوض من جانبنا جملة وتفصيلاً ولا يمكن أن يكون مبرراً في حال من الأحوال». وختم «جيش الإسلام» بيانه قائلاً: «قدّمنا لكم في فيلق الرحمن كل التطمينات والضمانات على أن وجهتنا هي القضاء على هذه الزمرة الآثمة في الغوطة ونحن على استعداد لتقديم المزيد مما تررونه ضامناً لحقوقکم حافظاً لأمنکم وأمانكم». ويبدو أن البيان صدر قبل الهجوم الذي شنّه «جيش الإسلام» على مقرات «فيلق الرحمن» في مزارع الأفتريس. وبالفعل ردّت «القيادة العامة» ل «فيلق الرحمن» ببيان قالت فيه إن «جيش الإسلام اتخذ من القضاء على هيئة تحرير الشام ذريعة للهجوم على مقرات ومستودعات فيلق الرحمن والاعتداء على عناصره»، مضيفة «أن جيش الإسلام استولى على مقرات الفيلق في مديرا وبيت سوى وكتيبة الافتريس ومقر اللواء 45 في المحمدية، والاعتداء مستمر حتى الآن على زملكا وسقبا والافتريس، وسقط بنيران جيش الإسلام في هذا الاعتداء عشرات الشهداء من عناصر فيلق الرحمن، كما قطَّع جيش الإسلام الطرق وخطوط الإمداد إلى جبهات فيلق الرحمن في المحمدية والقابون والوضع على الجبهات حرج» في مواجهة القوات النظامية. وأضاف البيان الذي أوردته «شبكة شام»: «إنَّ ما يُروِّج له جيش الإسلام إعلامياً عن مظاهر التآخي والمودَّة والحياد ادعاءات خادعة ومضلِّلة، وتُكذِّبها وتفضحها بيانات المجالس والهيئات في بلدات الغوطة الشرقية التي تُجرِّم هذا العدوان على بلدات الغوطة الشرقية إضافة لجريمة إصابة عشرات المدنيين برصاص جيش الإسلام وقناصيه وقيام مدرعاته بتفريق تظاهرات المدنيين وتقطيع أوصال بلدات ومدن الغوطة الشرقية». وذكر البيان: «إنَّ جيش الإسلام ذكر أنه قضى على أكثر من 70 في المئة من هيئة تحرير الشام في ساعات معدودة، فما سبب استمرار اقتحام عناصره وآلياته لبلدات زملكا وسقبا وبيت سوى ولا يوجد أي مقر أو أي عنصر للهيئة في هذه البلدات؟». وأشار البيان إلى «أن فيلق الرحمن إلى الآن ملتزم فقط بالدفاع عن النفس وردِّ الصيال، وعليه فعلى جيش الإسلام إيقاف عدوانه وبشكل فوري والانسحاب من جميع المقرات والنقاط التي اقتحمها وسيطر عليها».