شن «داعش» على مدى الأيام الثلاثة الماضية، هجمات منسقة استهدفت بلدات محررة في الأنبار، في محاولة لإثبات عدم تأثره بالخسائر الكبيرة التي مني بها، وهاجم من جديد أمس بلدة الرطبة الاستراتيجية على الطريق الدولي بين العراقوالأردن. واستعادت قوات الأمن الصيف الماضي غالبية البلدات التي احتلها «داعش» قبل ثلاث سنوات وهي، الرمادي وهيت وكبيسة والفلوجة والرطبة، ولكن التنظيم ما زال يهددها بهجمات مباغتة تحول دون عودة الاستقرار إليها كما أن ثلاث بلدات استراتيجية هي عانة وراوة والقائم ما زالت تحت سيطرته. وقالت مصادر أمنية أمس إن «داعش» شن هجوماً على مقر سرية عسكرية تابعة للفرقة الأولى غرب قضاء الرطبة، وأضافت أن مواجهات عنيفة وقعت في مقر السرية، أسفرت عن قتل عدد من المهاجمين وتدمير عربتين فيما أصيب ثمانية جنود خلال المواجهات. وأفادت خلية الإعلام الحربي بأن «داعش هاجم الفوج الثالث من لواء المشاة الأول في تقاطع عكاشات وتصدت له قواتنا بكل بسالة باشتراك طيران الجيش وتم تدمير القوة المهاجمة وقتل 8 إرهابيين وحرق عجلة الدواعش». وقال عبد المجيد الفهداوي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة»، إن «عناصر من خلايا نائمة أقدمت على تفخيخ عدد من منازل منتسبي الشرطة وقوات الحشد العشائري في ضواحي الرمادي». وأضاف ان «الرمادي مؤمنة بالكامل ولكن الضواحي المفتوحة على صحراء شاسعة تشكل خطراً حقيقياً يهدد المدينة»، وأشار إلى أن «قوات الأمن غير قادرة على ملاحقة التنظيم في هذه الصحراء لانشغالها في معارك الموصل». وتابع الفهداوي أن «الخطر الذي يهدد المدن المحررة في الأنبار يكمن في صعوبة السيطرة على صحراء شاسعة يقسمها نهر الفرات إلى شطرين شمالي ويسمى الجزيرة المرتبطة مع الموصل وصلاح الدين شرقاً والحدود السورية غرباً، أما الشريط الجنوبي فيقع على الحدود مع الأردن غرباً والمملكة العربية السعودية جنوباً». وزاد أن «داعش» يملك «الخبرة في تضاريس هذه الصحراء وحوّل وديانها وسهولها وأنفاقها الطبيعية إلى مخازن للأسلحة والأعتدة والمقاتلين الذين يشنون هجمات خاطفة خلال الأحوال الجوية السيئة لتفادي طائرات المراقبة». وكان عناصر من التنظيم نصبوا مكمناً على الطريق الدولي الرابط بين العراقوالأردن استهدف جنوداً وقتلوا عشرة منهم وأحرقوا السيارة التي كانوا يستقلونها بينما كان يفترض أن يكون الطريق الدولي مؤمناً بالكامل وفق تصريحات مسؤولين محليين بعد توقيع عقد أحيلت بموجبه حمايته على شركة أمنية أميركية. ويجري العراقوالأردن محادثات مكثفة منذ أشهر لإعادة فتح الطريق الدولي ومعبر طريبيل الحدودي إلا أن قدرة التنظيم على تهديد الطريق والدمار الذي لحق بجنباته يحول دون فتح المعبر الحدودي. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند مدخل منطقة جرف الصخر شمالي بابل، وقال الناطق باسم الوزارة سعد معن في بيان أن «عجلة مفخخة نوع جيب شيروكي يقودها انتحاري انفجرت في سيطرة الشهداء في جرف النصر، ما أوقع عشرة جرحى في حصيلة أولية»، وأضاف أن «التفجير وقع بعد التصدي للانتحاري». في صلاح الدين وافقت وزارة الداخلية على تشكيل قوة قتالية لمسك الملف الأمني في قضاء تكريت مركز المحافظة، وقال مدير إعلام مجلس المحافظة رياض جابر في تصريحات أمس، أن رئيس مجلس المحافظة احمد الكريم نقل طلبا رسمياً إلى وزير الداخلية قاسم الأعرجي، والذي وافق على الطلب الذي تضمن تطويع قوة قتالية من أهالي تكريت قوامها 500 مقاتل تتبنى مسك الملف الأمني في المدينة. وتسعى إدارة صلاح الدين منذ تحريرها من «داعش» قبل عامين على تفعيل صلاحياتها الأمنية وإنهاء تعدد التشكيلات العسكرية المتواجدة فيها إذ تنتشر قوات من الجيش و «الحشد الشعبي» و «الحشد العشائري» والشرطة المحلية، وغالباً ما يشكو المسؤولون من تقاطع الصلاحيات في ما بينها.