تواجه القوات الأمنية حرب استنزاف في محافظة الأنبار نظراً إلى عدم تمكنها من حسم المعارك والاكتفاء بالاقتراب من محيط المدن التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» من دون اقتحام مراكزها، ما يعطي فرصة لعناصر «داعش» لتنظيم صفوفهم وتنفيذ هجمات على محاور عدة تشتت قوات الجيش. وما زالت القوات الأمنية المشتركة من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات العشائر تحاصر مدينتي الرمادي والفلوجة وسط معارك متواصلة مع «داعش» الذي يستخدم أسلوب فتح جبهات جديدة داخل الأنبار وخارجها لفك الضغط المفروض عليه. وقال سلمان الفهداوي، أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر في جنوب الرمادي، ل «الحياة» إن القوات الأمنية والعشائر تتعرض لحرب استنزاف من قبل «داعش» بسبب المساحة الشاسعة في الأنبار والمرتبطة بمدن سامراء وتكريت ونينوى. وأضاف أن كسب المعركة في الأنبار يتطلب أولاً قطع خطوط الإمدادات بين الأنبار والجانب السوري من جهة، وبين الأنبار ومدن سامراء وتكريت والموصل ونينوى من جهة ثانية. وأشار إلى أن تنفيذ هذا الأمر ضروري ويجب أن يتم عبر الطائرات لصعوبة توفير قوات برية كافية لتحقيق ذلك. وأشار إلى أن عناصر «داعش» في الرمادي محاصرون بشكل شبه كامل عبر جبهات معروفة شمال المدينة وغربها، لكن التنظيم لجأ أخيراً إلى فتح جبهات جديدة لوقف تقدم القوات الأمنية نحو المركز. وأوضح أن التنظيم ينفذ هجمات شرق المدينةوجنوبها حيث لا تتواجد قوات أمنية قتالية كافية قياساً بالجبهات الشمالية والغربية. ولفت إلى أن التنظيم عمد أخيراً إلى فتح جبهات خارج الأنبار في سامراء بعد أن نجحت عاصره في التسلل إليها عبر صحراء الأنبار الواسعة، ما أخّر شن معركة تحرير الرمادي منذ شهور. وقال عضو مجلس محافظة الأنبار، راجع العيساوي، إن على قوات التحالف قطع خطوط الإمدادات ل «داعش» بين الأنبار والجانب السوري لأن التنظيم يقوم بتأمين احتياجاته العسكرية وتعويض خسارته عبر إمدادات متواصلة تأتي من سورية عبر قضاء القائم وصولاً إلى الرمادي والفلوجة. وأضاف العيساوي ل «الحياة» أن مهمة تأمين الحدود يجب أن يقوم بها الطيران الأميركي لامتلاكه الخبرة بعد أن كان يؤمّن هذه الحدود قبل انسحابه من العراق نهاية 2011. وأعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي أن عناصر «داعش» أطلقوا العشرات من قذائف الهاون مستهدفين مناطق مختلفة من قضاء الخالدية وناحية الحبانية أمس وأول من أمس. وأضاف أن التنظيم لم يتوقف عن قصف مناطق الخالدية منذ أشهر بالصواريخ وقذائف الهاون. وأعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي في بيان أمس أن «توقف الطلعات الجوية والإسناد الجوي للطيران العراقي وطيران التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة أثر و في شكل كبير في توقف العمليات وتقدّم القطعات الأمنية المشتركة باتجاه مدينة الرمادي». وأضاف أن «العمليات العسكرية ستستأنف الأسبوع المقبل بعد تحسن الطقس واستعادة ترتيب القطعات العسكرية ووضع خطط جديدة إضافة إلى عودة مشاركة السلاح الجوي». وأوضح قائد عمليات الأنبار أن «القوات الأمنية المشتركة اتخذت كل الاحتياطات والاستعدادات تحسباً لأي هجمات يشنها داعش في هذه الفترة». وأعلنت «خلية الإعلام الحربي» أمس أن عمليات الأنبار قتلت سبعة من عنصار داعش ودمرت ثلاث عجلات تحمل أحادية، وفككت عشر عبوات ناسفة في منطقة حميرة ومنطقة اليتامى بالأنبار. وأوضحت أن «مدفعية الفرقة الثامنة تمكّنت من قصف مقرات وتجمعات تنظيم داعش في منطقة اليتامى شمال شرقي ناحية العامرية ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر للتنظيم وتدمير ثلاث عجلات تحمل أسلحة أحادية».