أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الدول المانحة تعهدت بتوفير نحو بليون ومئة مليون دولار للمساعدات الإنسانية لليمن وذلك في ختام مؤتمر دولي عقد أمس في جنيف واستمر يوماً واحداً. وكانت المنظمة الدولية قالت إنها تحتاج إلى أكثر من بليوني دولار هذا العام للمساعدة في تفادي حدوث مجاعة في اليمن حيث يموت طفل كل 10 دقائق من الجوع والمرض. وأعلنت المملكة العربية السعودية عن تبرعها بمبلغ 150 مليون دولار، لدعم مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لتكون إضافة إلى مئة مليون دولار خصصت للمركز منذ بداية العام الجاري لدعم مشاريعه في اليمن. وجاء هذا الإعلان في كلمة السعودية التي ألقاها أمس في مؤتمر المانحين، المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، الذي أوضح أن تلك التبرعات تأتي ضمن المساعدات الإنسانية والتنموية التي التزمت المملكة بها بمبلغ 8.2 بليون دولار منذ نيسان (أبريل) 2015 حتى تاريخه. وأكد الربيعة دأب السعودية على مدّ جسور الدعم والمساندة للمجتمعات والدول المحتاجة، وقال إن اليمن حظي بجزء وافر من هذا الدعم على مر التاريخ وتأكيداً للروابط العريقة بين شعبي البلدين. في السياق ذاته، أعلنت الكويت تخصيص 100 مليون دولار لدعم الحاجات الإنسانية في اليمن. وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد سليمان الجارالله أمام المؤتمر في جنيف إن «هذا المبلغ يكمل أيضاً التزام الكويت السابق بمبلغ 300 مليون دولار كقروض ميسّرة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتمويل المشاريع الإنمائية في اليمن وتم الإعلان عنها خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي عقد في نيويورك عام 2012». وأعلنت دولة الإمارات أيضاً عن تخصيص 100 مليون دولار كمساعدات إنسانية إضافية لليمن. من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر إن تحقيق السلام هو الذي سينهي المعاناة الإنسانية في اليمن ويفتح المجال لإعادة البناء والإعمار، وإن السلام هو هدفنا الأسمى، والذي نعمل مع الأممالمتحدة ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ على تحقيقه، انطلاقاً من المرجعيات الثلاث التي اتفقنا عليها. وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المانحين الدوليين تقديم مساهماتهم المالية بشكل عاجل لإنقاذ اليمن من خطر المجاعة الذي يهدد ملايين من سكانه بسوء التغذية والأمراض القاتلة والأوبئة الاجتماعية. وقال غوتيريش في مؤتمر المانحين إن نحو 19 مليون يمني يحتاجون إلى الدعم العاجل بينهم 17 مليوناً يواجهون انعدام الأمن الغذائي «ما يجعل اليمن أكبر أزمة مجاعة في العالم»، كما أن 7 محافظات من أصل 22 تواجه مشكلة أمن غذائي خطيرة. وأضاف أن نحو 300 مركز صحي دمرت أو تعرضت لأضرار «نتيجة القصف البري أو الجوي»، فيما يبقى نحو مليوني طالب خارج المدارس، ما يتركهم «عرضة لأعمال التجنيد من جانب المجموعات المتطرفة، كما أن فتيات يتزوجن في عمر الثالثة عشرة بسبب حاجة العائلات إلى أموال المهر». ودعا أطراف النزاع إلى الانخراط بشكل بنّاء مع المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد في المحادثات السياسية التي يعمل على تسهيلها. كما حض على «تسهيل فتح الطرق أمام وصول المساعدات جواً وبحراً وبراً عبر كل البنى التحتية الموجودة في اليمن». ميدانياً، قُتل القيادي الحوثي أبو حسن السقاف وأربعة من مرافقيه بكمين للجيش اليمني في الطريق الواصل بين محافظة البيضاء ومنطقة بيحان بمحافظة شبوة. إلى ذلك، تصاعدت ألسنة اللهب من داخل معسكر خالد بن الوليد، وذكر أن انفجاراً وقع في مستودع للأسلحة أصابته غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي على المعسكر، ضمن سلسلة غارات شنتها صباح أمس على منطقتي موزع ومفرق المخا. وقال مصدر محلي إن جبل الثوباني الذي استطاع الجيش الوطني استعادته قبل أيام، سيلعب دوراً كبيراً في دحر الميليشيات من الأجزاء الشرقية والشمالية لمعسكر خالد بن الوليد، نظراً إلى موقعه المهم الذي يجعل قوات الميليشيات داخل المعسكر مكشوفة أمام نيران الجيش.