رفع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أحرَّ التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي العهد، ولولي ولي العهد في استشهاد عدد من الضباط وضباط الصف من القوات المسلحة السعودية، إثر سقوط الطائرة العمودية التابعة للقوات المسلحة السعودية، أثناء تأدية مهماتها العملياتية في محافظة مآرب. ودعا المولى جل وعلا أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته ويعلي منازلهم ويتقبلهم في الشهداء وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية ويلهم أسرهم وذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يحفظ المملكة وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب. إلى ذلك، رفع المشاركون في التوصيات الختامية للندوة التي أقمتها الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ممثلة في كرسي دراسات المسجد النبوي الشريف والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعنوان «دور المسجد النبوي في تعزيز الأمن الفكري»، شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على عنايته بالحرمين الشريفين وعنايته بحجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وتوفير الأمن والأمان، والخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين وفي أرجاء المملكة العربية السعودية كافة. كما رفع المشاركون شكرهم وتقديرهم إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وإلى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وأكد المشاركون أن الأمن الفكري مطلب شرعي، ويكون ذلك بالاعتصام بالكتاب والسنة، ومنهج الوسطية، والاعتدال ولزوم الجماعة، والرجوع للعلماء المعتبرين، وطاعة ولي الأمر المسلم في المعروف، وعدم الخروج عليه، وتحقيق الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف، ومعرفة الحقائق الشرعية بضوابطها وفق منهج ومعتقد أهل السنة والجماعة، ومن ذلك ما يتعلق بالإيمان والتكفير والولاء والبراء والبيعة والجهاد، وكل ما يتعلق بالفكر، فمعرفة ذلك وتحقيقه يعتبر من أهم مقومات الأمن الفكري، وبه يتحقق صحة المعتقد وسلامة المنهج وحسن التصور للأمور، ويترتب على ذلك صواب الأعمال وأثرها الطيب في الفرد والمجتمع، وأن مخالفة ذلك والانحراف عنه له آثاره السيئة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، بل وفيه الإخلال بالضروريات الخمس التي جاء الإسلام بالمحافظة عليها، مثمنين الدور العظيم الذي تقوم به الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في غرس العقيدة الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة من خلال الخطب والدروس والفتاوى والمحاضرات والدورات العلمية وكلية ومعهد المسجد النبوي وإدارة الأمن الفكري، مشيدين بخطب الجمعة الثرية في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بمضامين الوسطية الحافلة بنتاج سخي جادت به قرائح أئمة وخطباء المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، في مجال نصح الأمة وتوجيهها ومناقشة قضاياها، والتصدي لقوارع الفتن ونوازل الأفكار الضالة والرؤى المنحرفة، بالبيان والتفنيد وبذل الجهد في تقرير منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز الأمن الفكري والأمن بمفهومه الشامل.