أمام ارتفاع الأسعار وانعكاساته السلبية على الأفراد، لدرجة أن كثيراً من الأسر تجاهد لتقليص مصروفاتها، وأحياناً لا تنجح حتى في تلبية بعض الحاجات الضرورية. أثناء ذلك يضع كثيرون أيديهم على قلوبهم، خوفاً من حالات طارئة تربك موازناتهم، وتضعهم في مواقف حرجة ليس أقلها اللجوء إلى الاقتراض من شخص ربما يعطيهم أو يمنعهم. إلا أن الواضح أن هذه المخاوف لها ما يبررها، خصوصاً في ظل استقطاع جزء من الراتب للمخالفات المرورية (ساهر)، فأصبح من تكون المركبة باسمه هو من يتحمل تسديد المخالفة المرورية سواء أحد الأبناء أو السائق. المشكلة الأخرى قيمة المخالفة المرورية عالية جداً ولا يوجد أي تنبيه مسبق أو حتى قبل المخالفة أن يكون هناك نظام إنذار للسائق كما هو معلوم به في بعض الدول الأوروبية. لماذا الاصطياد بصورة مخفية؟ ولماذا الغرامات تتجاوز(300) ريال؟ هل الهدف مادي بحت فعلاً أو توجيه الناس لعدم تجاوز السرعة القانونية؟ فهناك ألف طريقة لتوعية الناس بصورة مباشرة وليس بالردع المالي، إذ إننا نمر بظروف مالية صعبة جداً في ظل متغيرات الاقتصاد العالمي وارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ. فنظام ساهر في وضعه الراهن يعد نظام جباية وليس لسلامة المواطنين، والدليل على ذلك وضع كاميراتين متحركتين لنظام ساهر خلف بعض، أي أن المخالف سيقع في مخالفتين في الوقت نفسه، ولا أدري لماذا إلى الآن لم يصرح أحد من المسؤولين عن نظام ساهر، لماذا وُضعت كاميراتان خلف بعض.