أحيت كوريا الشمالية أمس، الذكرى السبعين لتأسيس حزب العمال الحاكم بعرض عسكري اعتبر الأكبر في تاريخ البلاد، وترأسه الزعيم كيم جونغ أون والى جانبه ليو يونشان، أرفع مسؤول في الحزب الشيوعي الصيني يزور بيونغيانغ منذ تولي الزعيم كيم الثالث السلطة بعد وفاة والده عام 2011، والذي سلم دعوة من الرئيس الصيني شي جينبينغ لتوثيق العلاقات مع بيونغيانغ. كما حضر كبار المسؤولين الحزبيين والعسكريين في الدولة الشيوعية، لكن المندوبين الأجانب لم يتواجدوا بكثافة ما يعكس العزلة القصوى لكوريا الشمالية على الساحة الدولية. ووقف آلاف الجنود بعد استعراض ارتال الدبابات والصواريخ تحت السماء الصافية في ساحة كيم إيل سونغ الرئيسية في بيونغيانغ، للاستماع الى خطاب كيم الثالث الذي استمر نصف ساعة وشدد فيه على اللحمة بين شعب الشمال ال24 مليوناً وحزب العمال الذي تهيمن عليه عائلة كيم منذ تشكيله عام 1945. وقال ان «حزب العمال الكوري لا يقهر، وهو متكامل مع الشعب نبع المعجزات الذي تحولت بلدنا بفضله من بلد متخلف الى دولة اشتراكية قوية مستقلة ومكتفية ذاتية في مجال الدفاع عن نفسها». وطالما تباهت كوريا الشمالية بقوة «الردع النووي» لديها، واتهمت الولاياتالمتحدة بالسعي الى شن حرب عدوانية ضدها. وهي أجرت ثلاث تجارب نووية وهددت باجراء تجربة رابعة في اطار برنامجها للتسلح النووي والصاروخي الذي تابعته رغم العقوبات الدولية عليها من الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة. وفي الرسالة التي سلمها العضو صاحب الترتيب الخامس في اللجنة الدائمة بالحزب الشيوعي الصيني الحاكم، اكد ليو يونشان استعداد بكين ل «تواصل أوثق وتعاون أعمق علاقات أطول مدى وأكثر استقراراً مع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية». وكرر ليو رغبة بكين في استئناف المحادثات السداسية التي تهدف إلى كبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية، علماً ان الصين هي الحليف الرئيسي لجارتها الفقيرة وشريكها التجاري الرئيسي. وجندت السلطات اعداداً كبيرة من العمال والطلاب والعسكريين لتحضير هذا العرض والاحتفالات المواكبة لها والتي تضمنت عروضاً موسيقية في الساحات، وأخرى شارك فيها اطفال لوّحوا بالاعلام، ونساء يرقصن بازيائهن التقليدية. وفي كل الشوارع كتبت ارقام «10-10» التي تعني العاشر من تشرين الاول (اكتوبر)، «تاريخ ولادة» حزب العمال، على لافتات عملاقة او في تشكيلات من الورود على مفترقات الطرق الرئيسية. وثمة أهداف عدة لهذه العروض الكبيرة التي تشكل مناسبة نادرة لكوريا الشمالية من اجل فتح ابوابها امام الصحافة الأجنبية التي تخضع مع ذلك لقيود كبيرة. ففي الداخل، تهدف هذه العروض الى تعزيز مشاعر الفخر الوطني والحماسة لدعم الزعيم الكوري الشمالي. أما بالنسبة الى الخارج، فتريد كوريا الشمالية إبراز قوتها وعدم اكتراثها بمواقف العالم حيال برامجها النووية أو الصاروخية.