في تحد للعقوبات المفروضة عليها، أعلنت بيونغيانغ أمس، أنها أطلقت ب «نجاح باهر» صاروخاً باليستياً من غواصة، في أحدث تجربة من نوعها أشرف عليها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وأرفقت بيونغيانغ هذا الأعلان بتأكيد أنها باتت تملك «وسيلة جديدة لشن هجوم نووي قوي»، يمكنها من استهداف الشطر الجنوبي والولاياتالمتحدة «في أي وقت». (راجع ص 10) ونشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية صورة لكيم الثالث وهو يتابع إطلاق الصاروخ من البحر، كما نشرت صوراً للصاروخ الذي حلق بعدها لمسافة 30 كيلومتراً، كما أكدت القيادة العسكرية في الشطر الجنوبي. وفي وقت اعتبرت سيول هذا التحليق القصير بمثابة فشل التجربة، أكدت القيادة الاستراتيجية الأميركية رصدها عملية الإطلاق من غواصة السبت، وتعقبها الصاروخ الذي لم يشكل تهديداً للولايات المتحدة. ونقلت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» عن كبير الديبلوماسيين وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سونغ أونغ إن بلاده مستعدة لوقف التجارب النووية إذا علقت الولاياتالمتحدة مناوراتها العسكرية مع الشطر الجنوبي. وأضاف الوزير الذي كان يتحدث في مقر الأممالمتحدة في نيويورك أن العقوبات الدولية لن تخيف بلاده أو ترهبها. لكن الرئيس باراك أوباما سخر من هذا العرض، معتبراً أنه غير جدي، ودعا الصين إلى التعامل «بجدية أكبر مع تهديد» كوريا الشمالية. وشددت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية على أن إطلاق الصاروخ «عزّز في شكل كامل صدقية نظام إطلاق (الصواريخ) من تحت سطح البحر بالأسلوب الكوري، ولبّى في شكل تام كل الشروط الفنية لتنفيذ عملية هجومية تحت الماء». وتابعت أن «هذا النجاح الباهر هو هدية ثمينة جديدة يقدّمها علماء الدفاع وتقنيّوه، إلى القادرة البارزين والحزب» الشيوعي الحاكم. ونقلت الوكالة عن كيم الثالث إن «نجاح التجربة سيساهم في تعزيز القدرات العملية للقوات البحرية لكوريا الشمالية تحت الماء في شكل ملحوظ»، مؤكداً أن بيونغيانغ «قادرة الآن على أن تضرب متى تشاء، قادة القوات الكورية الجنوبية العميلة والإمبرياليين الأميركيين». ويرى مراقبون إن التجارب النووية لبيونغيانغ ربما تأتي في إطار محاولة كيم لتعزيز موقعه قبل اجتماع للحزب الحاكم في أيار (مايو) المقبل، هو الأول من نوعه منذ 36 سنة، يتوقع أن يعلن خلاله زعيم كوريا الشمالية أنها أصبحت قوة عسكرية ودولة نووية.