حمّلت روسيا السلطات الأوكرانية وداعميها الغربيين مسؤولية سقوط 42 قتيلاً بحوادث عنف في مدينة أوديسا (جنوبا) شكّلت أكبر حادث دموي منذ مقتل عشرات برصاص قناصة في كييف في 21 شباط (فيراير) الماضي. وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: «في ظل عمل عسكري وعملية تأديب وقتل جماعي في الشرق، تبدو خطة كييف لإجراء انتخابات رئاسية في 25 الشهر الجاري سخيفة». (للمزيد) وطالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بفتح تحقيق مستقل لتحديد هوية المسؤولين عن العنف في أوديسا، وإحالتهم على القضاء. ودعت إلى «عدم استغلال المأساة لتأجيج مزيد من الحقد والانقسامات والعنف المجاني». أما الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، فحذر روسيا من ارتكاب «خطأ تاريخي بمواصلة العمل على زعزعة استقرار أوكرانيا»، واستبعد لجوء الحلف إلى الخيار العسكري، مكرراً تحذير موسكو من احتمال فرض مزيد من العقوبات القاسية عليها. وطالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مكالمة مع نظيره الأميركي جون كيري، الولاياتالمتحدة بحض «نظام كييف الذي يخضع لسيطرتها، والذي أعلن الحرب على شعبه»، على «وقف عملياته العسكرية فوراً جنوب شرقي البلاد، وسحب قواته وإطلاق جميع المتظاهرين المعتقلين»، وآخرهم 130 في أوديسا. وبالتزامن مع إطلاق انفصاليي مدينة سلافيانسك شرق أوكرانيا، بوساطة روسية، 11 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبية بعد أكثر من أسبوع على احتجازهم، أفادت الخارجية الروسية إثر اتصال هاتفي بين لافروف والرئيس السويسري ديدييه بوركهالتر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة، بأن الجانبين «أكدا ضرورة الوفاء الكامل بتعهدات اتفاق جنيف حول أوكرانيا». وفي كينشاسا، أبدى كيري ارتياحاً الى إطلاق المراقبين الأوروبيين، ووصفه بأنه «تقدم، لكن تقدماً آخر يجب أن يُنجز لخفض التوتر، أي سحب روسيا دعمها للانفصاليين والمساهمة في إخراجهم من المقار الحكومية التي يحتلونها شرق أوكرانيا». وزاد: «سنبقى على اتصال». لكن الناطق باسم الكرملين بيسكوف حذر من أن موسكو «لم تعد قادرة على خفض مستوى التوتر شرق أوكرانيا، لأنها فقدت نفوذها على الميليشيات والمسلحين الذين يستحيل إقناعهم بالتخلي عن المقاومة وبنزع السلاح في ظل تهديد حياتهم». ووصف الوضع بأنه «أمر جديد بالنسبة إلى روسيا التي لا تشارك في النزاع، بل هو يحصل في أوكرانيا». وزاد: «ندرك استحالة إيجاد حل في غياب حوار مع الشركاء الأوروبيين». وفي إطار «عملية الشرق»، تحدثت كييف عن تقدم قواتها إلى ضواحي سلافيانسك، حيث هاجمت نقطة تفتيش للمتمردين مع تأكيد سقوط قتيل بإطلاق نار. وفي بلدة كراماتورسك التي تبعد 17 كلم عن سلافيانسك، استعادت القوات النظامية مقر الأجهزة الخاصة وبرج التلفزيون، ودمرت حاجزين للمتمردين قرب مطار البلدة.